167

( 170 ) شهداء احد وقال له إني لا أدري ماذا تحدث من بعدي حتى بكى أبو بكر(1) ، وماكان ليرسل خلفه علي بن أبي طالب ليأخذ منه سورة براءة فيمنعه من تبليغها(2) ، وما كان قال يوم إعطاء الراية في خيبر : لاعطين رايتي غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا ليس فرارا امتحن الله قلبه بالايمان ؛ فأعطاها إلى علي ولم يعطها إليه(3).

ولو علم الله أن أبا بكر على هذه الدرجة من الايمان وأن إيمانه يفوق إيمان أمة محمد بأسرها فلم يكن الله سبحانه ليهدده بإحباط عمله عندما رفع صوته فوق صوت النبي(4). ولو علم علي بن أبي طالب والصحابة الذين اتبعوه أن أبا بكر على هذه الدرجة من الايمان ما جاز لهم أن يتخلفوا عن بيعته ولو علمت فاطمة الزهراء سيدة النساء أن أبا بكر على هذه الدرجة من الايمان ما كانت لتغضب عليه وتمتنع عن الكلام معه وعن رد السلام عليه وتدعو الله عليه في كل صلاة(5) ، ثم لا تأذن له - حسب ما ورد في وصيتها - حتى بحضور جنازتها .

ولو علم أبو بكر أنه على هذه الدرجة من الايمان ما كان ليتمنى عند احتضاره أنه لو لم يكن يكشف بيت فاطمة ( ع ) .

وأنه لو لم يكن أحرق الفجاءة السلمي ، ولكان يوم السقيفة قذف الامر في عنق أحد الرجلين عمر أو أبي عبيدة(6).

فالذي هو على هذه الدرجة من الايمان ويرجح إيمانه على إيمان كل الامة لا يندم في آخر لحظات حياته على ما فعله مع فاطمة وعلى حرقه الفجاءة السلمي وعلى توليه الخلافة ، كما لا يتمنى أن لا يكون من البشر ويكون شعرة أو بعرة ، أفيعادل إيمان مثل هذا الشخص إيمان الامة الاسلامية بل يرجح عليها ؟ ! .

( 1 ) موطأ الامام مالك ج 1 ص 307 مغازي الواقدي ص 310 .

مخ ۱۶۸