[chapter 14: 74] فصل فى العلة الأولى
كل صورة هى كل أيضا، وليس كل كل صورة، لأن الشخص هو كل وليس هو صورة، والصورة هى التى تنفصل فى أشخاص كثيرة. فإن كان ذلك كذلك، كان إذا الكل غير الصورة، وكان أحدهما محيطا بأشياء كثيرة والآخر محيطا بأشياء أقل.
فقد استبان الآن مما ذكرنا وصح أن الكل متوسط بين الهوية وبين الصورة. فإن كان ذلك كذلك، كان كل صورة هوية أيضا ولم تكن كل هوية صورة، وذلك أن كل صورة لهوية ما صورة وليس كل هوية لصورة ما هوية. فلذلك صار العدم داخلا بالهوية، أقول إن عدم فعل الطبيعة هو هوية ما أيضا من غير أن يكون صورة البتة. وإنما صار العدم داخلا فى الهوية لحال قوة الهوية الأولى، فإنها تقوى على إحداث عدم صورة الشىء.
فقد استبان الآن وصح أن العلة الأولى هى هوية فقط لا يخالطها شىء من الصفات البتة، كما بينا وأوضحنا.
مخ ۲۶