53

The Sunna in Confrontation with Falsehoods

السنة في مواجهة الأباطيل

خپرندوی

دعوة الحق سلسلة شهرية تصدر مع مطلع كل شهر عربي

د خپرونکي ځای

السَنَة الثانية

ژانرونه

من ذلك ما رواه أحمد (١) عن عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْنَا: «يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ أَحَادِيثَ لاَ نَحْفَظُهَا، أَفَلاَ نَكْتُبُهَا؟ قَالَ: " بَلَى، فَاكْتُبُوهَا "». وَعَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، «أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَنْ يَكْتُبَ مَا يَسْمَعُ مِنْ حَدِيثِهِ فَأَذِنَ لَهُ» (٢). وقد صَحَّ عن أبي هريرة قوله: «مَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَحَدٌ أَكْثَرُ مِنِّي حَدِيثًا عَنْهُ إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ، وَلاَ أَكْتُبُ» (٣). يقول: «عدم إرادة النبي ﷺ لأن يبلغ عنه للعالمين شيء بالكتابة سوى القرآن المتكفل بحفظه في قوله: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: ٩]. ولو كان غير القرآن ضروريًا في الدين لأمر النبي ﷺ بتقييده كتابة ولتكفَّل الله بحفظه ولما جاز لأحد روايته على حسب ما أداه إليه فهمه (٤). قلنا: هذه الدعوى غير مسلمة - ولو سلَّمنا جدلًا لما انتجت النتيجة - التي يريدها - وهي أنه لم يرد أنْ يبلغ عنه شيء أصلًا سوى القرآن، لأنَّ النبي ﷺ أرسل كثيرًا من الرسل إلى الجهات المختلفة ولم يثبت أنه كان يقتطع لهم من صحف الكتاب ما يكون الحُجَّة في دعوتهم إلى الإسلام.

(١) " مسند أحمد ": ٢/ ٢١٥. (٢) " تقييد العلم ": ص ٧٥. (٣) رواه البخاري في " صحيحه ": ١/ ٢٠٦. " سنن الدارمي ": ١/ ١٢٥. " مسند أحمد ": ٢/ ٢٤٨. (٤) " مجلة المنار ": ٩/ ٢٠٣.

1 / 55