116

The Sunna in Confrontation with Falsehoods

السنة في مواجهة الأباطيل

خپرندوی

دعوة الحق سلسلة شهرية تصدر مع مطلع كل شهر عربي

د خپرونکي ځای

السَنَة الثانية

ژانرونه

وأما حديث ابن عباس وحديث أبي هريرة وحديث زيد بن ثابت فكلها متكلم في أسانيدها ولم تأت بطرق مقبولة بعتمد عليها. وأما حديث أبي سعيد - الذي عند مسلم " فقد اختلف العلماء في رفعه ووقفه، قال الحافظ: «وَمِنْهُمْ مَنْ أَعَلَّ حَدِيث أَبِي سَعِيد وَقَالَ: الصَّوَاب وَقْفه عَلَى أَبِي سَعِيد، قَالَهُ الْبُخَارِيّ وَغَيْره» (١). وغلط بعض الرُوَاة فجعله عن أبي سعيد عن النبي ﷺ، وقد أورد ابن عبد البر في كتاب " العلم " (٢) قريبًا من معناه موقوفًا على أبي سعيد من طرق لم يذكر فيها النبي ﷺ. وبعد التسليم أنها مرفوعة اختلفوا في توجيهها وأهمها قولان: (٣) ١ - أنَّ أحاديث النهي منسوخة بالأحاديث الأخرى التي تبيح كتابة الأحاديث ويجب ألاَّ ننسى بأنَّ هناك حديث واحد صحيح لا غير الذي ينهى عن كتابة الأحاديث علمًا بأنَّ فيه الاختلاف أيضًا - كما رأينا آنفًا - في رفعه ووقفه. ٢ - أنَّ النهي كان خاصًا بكتابة غير القرآن مع القرآن على ورق واحد خشية الالتباس بينهما (٤). وهذا التوجيه الثاني أوجه لإملاء النبي ﷺ على عدد من الصحابة، ولكتابة الصحابة الأحاديث التي بلغت درجة التواتر وإليك نماذج منها: ١ - عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن العَاصِ قَالَ: «كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أُرِيدُ حِفْظَهُ، فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ وَقَالُوا: أَتَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ

(١) " فتح الباري ": ١/ ١٨٥. (٢) " جامع بيان العلم وفضله ": ١/ ٦٤ [انظر " الأنوار الكاشفة " للشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني: ص ٣٥]. (٣) ذكر السباعي عدة أوجه للتوفيق. انظر " السُنَّة ومكانتها في التشريع الإسلامي ": ص ٦١. (٤) " تأويل مختلف الحديث " لابن قتيبة " ص ٢٨٦ و" دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه " للأعظمي: ص ٧٨، ٧٩.

1 / 118