سيرة الإمام البخاري
إن الحمد لله، نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
سنبدأ إن شاء الله في سيرة الإمام البخاري، وكنا وعدنا أن نبدأ في درس أو ترجمة من تراجم علماء الأمة، عسى أن يحفز بعض الشباب الغيور ليقلد هؤلاء، وفي السنوات القادمة نجد من يسد الفراغ إذا مات عالم، أو من يجيب الناس بعلم صحيح إذا أرادوا علمًا.
وبكل أسف! نظرًا لخلو الساحة من العلماء الحقيقيين تجد حكم الله ﷿ الميسر منه لا يصل إلى الناس، وتجد الناس يستبشعون أحيانًا الأحكام الشرعية، بحجة أنها ثقيلة، ويقولون: هذا حرج، ولا نستطيع أن نفعل هذا، وكيف هذا والله ﷿ يقول: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج:٧٨] إذًا: دين الله ﷿ الذي أنزله على رسوله ﷺ وكلام النبي ﵊ الذي قاله لا يمكن أن يكون فيه حرج، وإنما الحرج يأتي من ناحيتين اثنتين:
6 / 2