27

The Story of Moses and Al-Khidr

قصة موسى والخضر

ژانرونه

اعتراض للقائلين بحياة الخضر والجواب عنه قال بعض العلماء الذين يقولون بحياة الخضر وأنه لا يزال حيًا: إن هذا الحديث ليس فيه دليل على أن الخضر مات، لأن عيسى بن مريم حي والحديث لم يشمله، والدجال حي والحديث لم يشمله، فهو لم يشمل الخضر إذًا، وهذا الكلام قد يبدو وجيهًا لكنه ليس بوجيه لسببين اثنين: السبب الأول: أن النبي ﵊ قال: (لا يعيش أحد على ظهر الأرض) والمسيح في السماء، فالحديث لا يشمله بطبيعة الحال. السبب الثاني: الدجال في الأرض وهو حي، ولكن ثبتت أحاديث كثيرة تدل على أنه لا يموت حتى يأتيه أجله، فحديث حياة الدجال مستثنى من ذلك العموم، ومخصوص به وحده، وهذا الحديث سارٍ على كل أحد دون الدجال. ولم يأتِ في حديث صحيح ولا ضعيف أن الخضر حي حتى اليوم. ثم الذين يقولون بحياة الخضر ﵇، نقول لهم: أين يعيش؟ يقولون: هو يعيش في القفار يعتزل الناس، فنقول: سبحان الله! قال الله ﷿ في كتابه الكريم: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾ [آل عمران:٨١] والخضر نبي، قال ابن عباس ﵄ في تفسير هذه الآية: (أخذ الله الميثاق على كل نبي يأتي محمد ﵌ برسالته وهو حي أن يؤمن به ويجاهد معه)، فلو كان الخضر حيًا للزمه أن يأتي إلى النبي ﷺ ويجاهد معه ويؤمن به، ولو جاء الخضر إلى النبي ﵊ لكان هذا من أعظم المعجزات؛ لأنه رجل حي من زمن آدم، فكيف لا يأتي به إسناد واحد صحيح؟ فهذا من أعظم الآيات على أن الخضر ﵇ مات. ثم إن الخضر عندما جعل موسى ﵇ يعترض عليه في كل أمر يفعله، قال له: ﴿هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ﴾ [الكهف:٧٨] فكيف يترك الخضر صحبة موسى ﵇ ثم يصاحب المرقة الخارجين من الشرع، الذين لا يصلون ولا يزكون ولا يحضرون جمعة ولا جماعة ولا يحجون؟! وهل هذا إلا من أعظم العيب له والطعن فيه؟! وأمور كثيرة لو استقصيناها لوجدنا أن الخضر لا يمكن أن يكون حيًا بل قد مات، هذا فيما يتعلق بالخضر ونبوته وأنه ﵇ مات.

3 / 8