الخلاف في الخضر أحي هو أم ميت
اختلف الناس: هل الخضر ما زال حيًا حتى الآن؟ الصوفية على أنه حي حتى الآن، وأهل التحقيق من العلماء على أنه قد مات، وكثير من الذين يأكلون أموال الناس بالباطل يأكلونها في بطونهم نارًا يدجلون على الناس بوجود الخضر، فيقولون: أتاني سيدي الخضر، وقال لي: كذا وكذا، والتابع لا يعترض.
وقرأت حكاية عجيبة لرجل صوفي مارق كافر بالله تعالى، لا يفعل شيئًا من شعائر الإسلام إطلاقًا، ويزني بحليلة جاره، فهذا الرجل عنده بيت كبير وكان من المشهورين بأن الخضر ﵇ يتصل به ويأتيه ويعلمه، وضع في فناء داره صندوقًا خشبيًا ووضع عليه كسوة كالكعبة تمامًا، فإذا أراد أحد المساكين المريدين شيئًا من ذلك الشيخ يطوف حول الصندوق سبع مرات أولًا، ويدعو الله أن يجعل له القبول في قلب الشيخ، وقبل أن يدخل على الشيخ ينتظر ساعة أو ساعتين أو ثلاثًا أو أربعًا ثم يدخل فيقبل قدميه ورجليه ويديه ويقول حاجته، فالرجل يصطنع حركات يحضر الخب، والخب عفريت جان، ثم يقول له: مولانا الخضر وسيدنا الخضر يقول: افعل كذا وكذا، وهات معك ديكًا، وهات معك عجلًا، وهات معك مالًا وهات معك.
إلخ فأكثر الذين يدعون الاتصال بالخضر دجالون كذبة، ولا أقول: مرقة عن دين الإسلام إلا إن تبين من فعله أنه مارق.
فأول حل لعقدة الزندقة هذه أن نقرر أن الخضر مات.
3 / 4