195
حتى نُقضت الصحيفة وفُك الحصار؛ وذلك أن قريشًا كانوا بين راض بهذا الميثاق وكاره له، فسعى في نقض الصحيفة من كان كارهًا لها، فاجتمعوا عند الحجُون، وتعاقدوا على القيام بنقض الصحيفة، وأبو طالب جالس في ناحية المسجد، إنما جاءهم لأن الله كان قد أطلع رسوله ﷺ على أمر الصحيفة، وأنه أرسل عليها الأرضة، فأكلت جميع ما فيها من جور وقطيعة وظلم إلا ذكر الله ﷿، فأخبر بذلك عمه، فخرج إلى قريش فأخبرهم أن ابن أخيه قد قال كذا وكذا، فقام المطعم إلى الصحيفة ليشقها، فوجد الأرضة قد أكلتها إلا (باسمك اللهم)، وما كان فيها من اسم الله فإنها لم تأكله. ثم نَقَض الصحيفة، وخرج رسول الله ﷺ ومن معه من الشِّعب، وقد رأى المشركون آية عظيمة من آيات نبوته بإخباره عن حال الصحيفة، ولكنهم - كما أخبر الله عنهم: (وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ).

1 / 216