197

The Quranic Phenomenon

الظاهرة القرآنية

پوهندوی

(إشراف ندوة مالك بن نبي)

خپرندوی

دار الفكر

د ایډیشن شمېره

الرابعة

د چاپ کال

١٤٢٠ هـ -٢٠٠٠م

د خپرونکي ځای

دمشق سورية

ژانرونه

كونيات في سفر التكوين نجد كيفية الأمر بالخلق في تلك العبارات: "وقال الله ليكن نور فكان نور (١) ". هذه الصورة تذكرنا بطريقة فريدة بعبارة القرآن ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾ [البقرة ٢/ ١٨] فإن التشابه بين العبارتين عجيب. ولكن القرآن يصف لنا دائمًا عملية هذا التكوين الآمر، فهو يحدثنا أولًا عن وحدة مادة الكون الأولى في قوله: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا﴾ [سورة الأنبياء ٢٠/ ٢١]. ثم يحدثنا عن الحالة البدائية لتلك المادة: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ﴾ [فصلت ١١/ ٤١] ثم إن الله جلت قدرته يحدد لكل كوكب فلكه ومستقره، مجزئًا بذلك المادة في الكون، ومقررا جميع القوانين التي ستحكم الظاهرة الطبيعية. ثم تكون الظاهرة الحيوية: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ [الأنبياء٣٠/ ٢١].

(١) سفر التكوين- الإصحاح الأول- فقرة ٤.

1 / 205