172

The Quranic Phenomenon

الظاهرة القرآنية

پوهندوی

(إشراف ندوة مالك بن نبي)

خپرندوی

دار الفكر

د ایډیشن شمېره

الرابعة

د چاپ کال

١٤٢٠ هـ -٢٠٠٠م

د خپرونکي ځای

دمشق سورية

ژانرونه

التنجيم يضم الوحي في مجموعه ثلاثة وعشرين عامًا، فهو لا يكوِّن ظاهرة مؤقتة أو خاطفة. ولقد نزلت الآيات منجمة، بين كل وحي وما يليه مدة انقطاع تتفاوت طولًا وقصرًا. ولقد ينقطع الوحي مدة أطول مما ينتظره النبي، وخاصة عندما يحتاج أن يتخذ قرارًا يعتقد أن من الواجب ألا يصدره قبل تصديق السماء عليه. وأوضح مثال على ذلك موقفه إزاء قرار الهجرة، فلقد غادر أصحابه مكة فارين بدينهم، بينما كان يعتقد أنه لا بد- فيما يتعلق بشخصه- أن ينتظر أمرًا صريحًا من الوحي. ومثال آخر عندما كان الأمر بالنسبة له يحتم اتخاذ قرار في موقف محير مريب، بينما ينتظر- على أحر من الجمر- وحي الله الحاسم. ولقد تعرض النبي ﷺ لمثل هذه الحيرة في حادثة الإفك، التي لم يفصل فيها الوحي إلا بعد شهر (١) من الانتظار على مضض. كان هذا يبدو- في الظاهر- تورطًا وحرجًا لم يلبث المستهزئون أن وجهوا من أجلهما نقدهم الجارح إلى النبي، وكان هو يتألم لذلك أحيانًا. وعليه فمهما كان الافتراض الذي يوضع عن طبيعة القرآن، فإن هناك سؤالًا

(١) كذا ورد في حديث عائشة الذي رواه البخاري. (المترجم)

1 / 179