The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era
السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
خپرندوی
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى ١٤٢٤هـ
د چاپ کال
٢٠٠٤م
ژانرونه
ﷺ فإذا أخذه رسول الله ﷺ قال: "اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدنا، اللهم إن إبراهيم عبدك، وخليلك، ونبيك وإنه دعاك لمكة، وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومثله معه" ١.
وقد اتفق العلماء على تفضيل مكة والمدينة على سائر المدن والقرى، إلا أنهم اختلفوا في التفاضل بينهما، فذهب عمر بن الخطاب ﵁، وبعض الصحابة، وأكثر المدنيين إلى تفضيل المدينة وهو مذهب الإمام مالك، وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد مستدلين بما يلي:
١- يقول الله تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا﴾ ٢، والمخرج الصدق هو مكة، والمدخل الصدق هو المدينة، والسلطان النصير هم الأنصار، وقد بدأت الآية بالمدخل، وهو المدينة لأفضليتها يقول ابن عبد البر: "وفيه دليل واضح على تفضيل المدينة؛ لأن الله ابتدأ بها، وكان القياس أن يبتدئ بمكة؛ لأنه خرج منها قبل أن يدخل المدينة، وأيضًا قد جعل الله لرسوله ﷺ سلطانًا نصيرًا في المدينة ولم يجعله بمكة، ويأبى الله تعالى بكرمه إلا أن ينقل نبيه إلا إلى ما هو خير"٣.
٢- يقول النبي ﷺ: "اللهم إنك أخرجتني من أحب البلاد إليَّ فأسكني أحب البلاد إليك" ٤، ففي هذا الحديث تصريح بأن المدينة أحب البلاد إلى الله تعالى، وذلك يدل على أفضليتها.
٣- ذهب العلماء إلى أن الإنسان يدفن في التربة التي خلق منها.
فلقد مر النبي ﷺ على قبر فسأل: "قبر من هذا"؟.
قالوا: قبر فلان الحبشي يا رسول الله.
_________
١ صحيح مسلم باب فضل المدينة ج٩ ص١٤٦.
٢ سورة الإسراء: ٨٠.
٣ الدرر في اختصار المغازي والسير ص٨٠.
٤ البداية والنهاية ج٣ ص٢٥ نقلا عن البيهقي.
1 / 23