38

The Origin and Development of Ilm al-Rijal from the First to the Ninth Century

علم الرجال نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع

پوهندوی

-

خپرندوی

دار الهجرة للنشر والتوزيع،الرياض

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٧هـ/١٩٩٦م

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

أهمية معرفة التابعين: قال الحافظ ابن أبي حاتم (ت ٣٢٧ هـ): فخلف من بعد الصحابة التابعون، الذين اختارهم الله ﷿ لإقامة دينه وخصهم بحفظ فرائضه وحدوده وأمره ونهيه ... فحفظوا عن الصحابة ما نشروه وبثوه من الأحكام والسنن والآثار ... فأتقنوه، وعلموه، وفقهوا فيه، فكانوا من الإسلام والدين ومراعاة أمر الله ﷿ ونهيه بحيث وضعهم الله ﷿ ونصبهم له، إذ يقول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ ١، فصاروا برضوان الله ﷿ لهم وجميل ما أثنى عليهم بالمنزلة التي نزههم بها عن أن يلحقهم مغمز أو تدركهم وصمة لتيقظهم وتحرزهم وتثبتهم، ولأنهم البررة الأتقياء الذين ندبهم الله ﷿ لإثبات دينه، وإقامة سننه وسبله، فلم يكن لاشتغالنا بالتمييز بينهم معنى، إذ كنا لا نجد منهم إلا إمامًا مبرزًا مقدمًا في الفضل والعلم ووعي السنن وإثباتها، ولزوم الطريقة واحتذائها، ورحمة الله ومغفرته عليهم أجمعين، إلا ما كان ممن ألحق نفسه بهم ودلسها بينهم ممن ليس يلحقهم ولا هو في مثل حالهم لا في فقه ولا علم ولا حفظ ولا إتقان" ٢ اهـ ملخصًا. وقال أبو عبد الله الحاكم (ت ٤٠٥ هـ): " وهذا نوع - يعني معرفة التابعين - يشتمل على علوم كثيرة، فإنهم على طبقات في الترتيب، ومهما غفل الإنسان عن هذا العلم لم يُفَرِّق بين الصحابة والتابعين ثم لم يفرق أيضًا بين التابعين وأتباع التابعين ... وقد ذكرهم

١سورة التوبة - الآية (١٠٠) . ٢تقدمة الجرح والتعديل (١ / ٨) .

1 / 50