5

The Miracles and the Metaphysics between the Insights of Revelation and the Darkness of Denial and Interpretation

المعجزات والغيبيات بين بصائر التنزيل ودياجير الإنكار والتأويل

خپرندوی

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

د ایډیشن شمېره

السنة الثانية عشرة،العدد السابع والأربعون والثامن والأربعون

د چاپ کال

رجب - ذو الحجة ١٤٠٠هـ/١٩٨٠م

ژانرونه

وعرفت اصطلاحا بأنها١: بأنها أمر خارق للعادة يؤيد الله بها أنبياءه لإظهار صدقهم، وتكون كما لو قال تعالى: "صدق عبدي فيما بلغ عني"، ولا يشترط أن تكون استجابة لتحدي المعاندين. وقد وردت مشتقات للكلمة في القرآن الكريم، نذكر منها بعض ما يقارب وجهتنا. فمن ذلك قوله تعالى على لسان الجن: ﴿وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لنْ نُعْجِزَ اللهَ فِي الأَرْضِ وَلنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا﴾ (١٢: الجن)، والمعنى: أن مؤمني الجن استيقنوا أنهم لا يستطيعون الإفلات من قدرة الله وحسابه. ومنها قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا﴾ (٤٤: فاطر) . ومنها قوله عز من قائل: ﴿وَلا يَحْسَبَنَّ الذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ﴾ (٥٩: الأنفال) . وقوله سبحانه: ﴿وَالذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحَابُ الجَحِيمِ﴾ (٥١: الحج) . وقوله: ﴿وَالذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولئِكَ فِي العَذَابِ مُحْضَرُونَ﴾ (٣٨: سبأ) . وقوله ﷾ خطابا للمشركين متوعدا لهم: ﴿وَإِنْ تَوَليْتُمْ فَاعْلمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَبَشِّرِ الذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (٣: التوبة) . فهذه الآيات يتضافر معناها لبيان حقيقة القدرة الإلهية، وعجز المحاولات البشرية. وأما لفظة (المعجزة) بمعنى الأمر الخارق للعادة: فلم ترد في كتاب الله، وإنما وردت لفظة (الآية) أو (الآيات) لتدل على هذا المعنى، كما في قوله جل ذكره: ﴿سَل بَنِي

١ قارن وجوه الاشتباه والافتراق بين هذا التعريف وبين ما أورده علي بن محمد الجرجاني في التعريفات ص ١٩٥ ط: الحلبي القاهرة.

1 / 164