وعند تفسير قول الله تعالى: ﴿وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾ (١)، يشنع عن الرازي بقوله: «فما أضعف دلائل هذا الإمام الشهير، ولا سيما في هذا التفسير الملقب بالكبير». (٢)
ومن أمثلة تجنيه على أهل العلم ووصفهم بأسوأ الأوصاف.
يقول عند تفسيره قوله تعالى: ﴿وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ﴾ (٣)، «وأبعد الناس عندنا في الصبر، وأدناهم من الجزع والهلع والفزع، المشتغلون بالعلوم الدينية، فإن الشجاعة والفروسية والرماية عندهم، من المعايب التي تزري بالعلم وتحط من قدره». (٤)
ولا شك أن هذا الكلام فيه تجن على أهل العلم وطعن فيهم، وتقليل من شأنهم، والذين هم أخشى الناس لله وأتقاهم له، والذين هم أكثر الناس إيمانًا بالله وتوكلًا عليه وصدعًا بالحق والجهر والقوه في الحق وعدم الخوف مما سواه، وأكثرهم صبرًا واحتسابًا للأجر لمعرفتهم بفضله وفضل أهله، وأبعدهم عن الهلع والجزع لعلمهم بأنه من أكبر الآثام وأسوأ الأخلاق.
ولا حاجة لذكر أمثلة أكثر لعنفه على مخالفيه، وإن كان رأيهم معتبرًا وحيث يجده القارئ مبثوثًا في ثنايا تفسيره، حتى ولو كان بعيدًا كل البعد عن موضوع الآية المفسرة.
(١) الأنعام ١٤١.
(٢) تفسير المنار (٨/ ١٣٨).
(٣) البقرة ١٧٧.
(٤) تفسير المنار (٢/ ١٢٢).