The Doctrinal Views of Muhammad Rashid Rida on the Major Signs of the Hour and Their Intellectual Impact
آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية
خپرندوی
مكتبة الإمام الذهبي للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م
د خپرونکي ځای
الكويت
ژانرونه
آراء محمد رشيد رضا العقائدية
في أشراط الساعة الكبرى
وآثارها الفكرية
تأليف
مشاري سعيد حميد المطرفي
1 / 1
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،،،
فإن مما لاشك فيه أن العقيدة الإسلامية ليس لها سوى مصدرين، وهما القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فما ثبت بهما قبلناه وآمنا وسلمنا به، وما خالفهما رددناه ولو كان قائله من كان، ودعونا له بالهداية والسداد.
وإن مما ثبت بكتاب الله والسنة النبوية الصحيحة الصريحة المتواترة، أن هناك علامات وأشراطًا تسبق قيام الساعة، وإن من هذه العلامات والأشراط ما قد ظهر وانقضى، كبعثة النبي ﷺ، وموته، وانشقاق القمر وغيره، وإن من هذه العلامات والأشراط ما قد ظهر ولا يزال يكثر، كأن ترى الحفاة الرعاة يتطاولون في البنيان، وكثرة الهرج والمرج، وانتشار الزنا، وكثرة النساء وغيرها.
وإن من هذه العلامات والأشراط ما لم يظهر بعد، وإنها إذا ظهرت فإن الساعة قد اقترب قيامها مما لا ريب فيه، وهي ما يطلق عليه عند أهل العلم أشراط وعلامات الساعة الكبرى، ومنها «نزول عيسى ابن مريم، وخروج المسيح الدجال، وخروج المهدي المنتظر، وطلوع الشمس من مغربها».
1 / 5
وقد ثبت صحة وقوع هذه الأشراط والعلامات في كتاب الله والسنة النبوية الصحيحة الصريحة المتواترة، وقد ذكر جمع من أهل العلم نقل الإجماع على صحة هذه الأخبار والآثار الواردة في أشراط الساعة الكبرى ووجوب الإيمان والتصديق بها.
ولم يخالف في هذه المسألة إلا نزرٌ يسير من أهل العلم والفضل، ومنهم أصحاب المدرسة العقلية الحديثة، وعلى رأسهم الشيخ/ محمد رشيد رضا صاحب تفسير المنار، وذلك بدعوى التعارض والتناقض فيما بينها، أو أن أحاديثها لا تصح، أو أنها مخالفة للسنن الكونية، وغيرها من الأمور التي سوف نتطرق لذكرها في ثنايا بحثنا هذا.
وبعد استخارة الله ومشورة أهل العلم والفضل أحببت أن أجمع آراء الشيخ محمد رشيد رضا في تفسيره المنار حول أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية، وأبين ما لها وما عليها، وقد سميت بحثي بعنوان «آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى في تفسير المنار، وآثارها الفكرية» دراسة عقدية.
مسوغات اختيار الموضوع:
هناك كثير من الأسباب والمسوغات التي دفعتني لاختيار هذا الموضوع والكتابة فيه، ولعل من أهم هذه الأسباب والمسوغات ما يأتي:
١ - محاولة الرد على التساؤلات والشبهات التي تثار حول أشراط الساعة الكبرى وتحاول التشكيك فيها والطعن في إمكانية وقوعها.
٢ - عدم وجود دراسة عقدية تحليلية موسعة حول آراء محمد رشيد
1 / 6
رضا في أشراط الساعة الكبرى في تفسير المنار وآثارها الفكرية.
٣ - بيان خطورة رد الأحاديث الصحيحة لاسيما التي في كتابي البخاري ومسلم، واللذان هما أصح الكتب بعد القرآن وقد تلقتهما الأمة بالقبول بدعوى أنها تعارض القرآن (١) أو تعارض العقل (٢) وغيرها من الأمور.
٤ - بيان خطورة إنكار وقوع علامات وأشراط الساعة الكبرى لاسيما وأنها ثابتة بالكتاب والسنة الصحيحة الصريحة المتواترة بمجرد دعوى التعارض فيما بينها أو أنها خبر آحاد (٣)
٥ - بيان حقيقة المنهج العقلي الذي يتبعه أصحاب المدرسة العقلية الحديثة كمحمد رشيد رضا وغيره في تقرير مسائل العقيدة.
الدراسات السابقة:
هناك الكثير من الدراسات والبحوث التي تناولت دراسة آراء محمد رشيد رضا العقائدية ومنهجه العقدي وموقفه من بعض القضايا الكلامية، ولعل من أبرز هذه الدراسات:
١ - كتاب «الاتجاه العقدي في تفسير المنار» لأستاذنا الدكتور/ محمد
_________
(١) الصحيح أنه لا يوجد تعارض بين القرآن والسنة الصحيحة وهو ما سوف أبينه في البحث.
(٢) الصحيح أنه لا يوجد تعارض بين العقل السليم والنقل الصحيح، وهو ما سوف أبينه في البحث.
(٣) الصحيح أن خبر الآحاد يحتج به ويفيد العلم وهو ما سوف أبينه في البحث.
1 / 7
علي الزغول عميد كلية الشريعة السابق في جامعة آل البيت، وهو عبارة عن رسالة ماجستير نوقشت في الجامعة الأردنية في الأردن وهي مكونه من ٤٤٠ صفحة تقريبًا ذكر فيها التعريف بالشيخ رشيد رضا وجهوده الإصلاحية ومنهجه في تفسيره المنار، ومنهجه العقدي في آيات العقيدة، وموقفه من الملائكة والجن والخوارق والمعجزات، وموقفه من أشراط الساعة ومن البعث والحشر.
وفي الحقيقة أن الباحث في هذه الرسالة بذل جهدًا كبيرًا في تتبع آراء محمد رشيد رضا العقدية وبيان ما لها وما عليها، ولكن مع عدم التوسع في الرد عليها لأن الهدف من الرسالة كما ذكرنا هو ذكر آرائه العقدية.
٢ - كتاب (موقف المدرسة العقلية الحديثة من الحديث النبوي الشريف دراسة تطبيقية على تفسير المنار) لشفيق عبد الله شقير، وهو عبارة عن رسالة ماجستير نوقشت في الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد في باكستان وهي مكونه من ٤٣٠ صفحة تقريبًا، تطرق في مبحث كامل من الدراسة عن موقف محمد رشيد رضا من أحاديث الاعتقاد، وذكر مثالًا لذلك موقفه من أحاديث أشراط الساعة الكبرى، وأحاديث سحر النبي ﷺ وغيرها من الأحاديث، حيث كان يذكر آراء محمد رشيد رضا ويرد عليها ولكن بشكل مجمل وسريع، بحيث لم يستوعب جميع الشبه والتساؤلات والاعتراضات التي ذكرها الشيخ في تفسيره، لاسيما التي تختص بأشراط الساعة الكبرى والتي هي مدار بحثي، كذلك عند ذكر شبه وتساؤلات محمد رشيد رضا لم يتوسع في الرد عليها وتفنيد الشبه والاعتراضات والتساؤلات وتفنيد دعوى الشيخ بالتعارض فيما بينها،
1 / 8
وحشد الأدلة والبراهين والحجج على عدم صحة ما ذهب إليه، وذلك لأن الباحث ذكر هذا المبحث على سبيل المثال لا على سبيل دراسة هذا المبحث دراسة متكاملة من جميع الاتجاهات.
٣ - كتاب «منهج محمد رشيد رضا في العقيدة» لتامر محمود متولي وهو عبارة عن رسالة ماجستير نوقشت في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وهي مكونة من ٩٨٥ صفحة تقريبًا ذكر فيها جملةً من آرائه العقدية في الأسماء والصفات، وفي توحيد الألوهية، وفي التوسل، وفي البدع، وفي القدر والملائكة والكتب والرسل والجن والشياطين، وفي عصمة الأنبياء وفي آيات الأنبياء وكرامات الأولياء والخوارق، واليوم الأخر، وفي الساعة وأشراطها مع بيان ما لها وما عليها، ولكن دون التطرق للآثار الفكرية لآرائه العقدية.
وفي الحقيقة أن هذه الدراسة من أجمل ما كتب عن آراء محمد رشيد رضا العقدية، حيث ذكر المؤلف أنه أمضى أكثر من ثلاث سنوات في كتابة رسالته هذه.
٤ - كتاب «منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير» لفهد بن عبد الرحمن الرومي، وهو عبارة عن رسالة ماجستير نوقشت في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض وهي أيضا مكونة من ٨٠٠ صفحة تقريبا، تكلم فيها عن رجال المدرسة العقلية الحديثة ومنهجهم في التفسير، وموقفهم من بعض القضايا القرآنية كالوحي والقضاء والقدر والمعجزات وعقيدة البعث وأمارات الساعة، وأصل الإنسان والملائكة والجن، وغيرها
1 / 9
دون التوسع في الرد على الآراء العقدية لأصحاب المدرسة العقلية الحديثة عمومًا وعلى آراء محمد رشيد رضا في المنار خصوصًا في مسألة أشراط الساعة الكبرى.
هذه أبرز الدراسات السابقة في آراء محمد رشيد رضا العقائدية، وفي الحقيقية لم أقف على دراسة تتناول آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى بشكل موسع، مع بيان آثارها الفكرية سوى تلك الدراسات السابقة التي ذكرتها والتي لم تتوسع في الرد على استشكالات وتساؤلات رشيد رضا العقدية في رأيه في أشراط الساعة الكبرى، فضلا عن بيان آثارها الفكرية المترتبة على هذه الآراء.
مشكلة الدراسة:
تحاول هذه الدراسة الإجابة عن العديد من التساؤلات التي تخص موضوع البحث ومن أهمها:
١ - ما سيره محمد رشيد رضا؟
٢ - ما جهوده الإصلاحية؟
٣ - ما عقيدته بشكل عام؟
٤ - ما عقيدته في أشراط الساعة الكبرى؟
٥ - ما منهجه في التفسير؟
٦ - بم استدل رشيد رضا على آرائه في أشراط الساعة الكبرى؟
٧ - ما الرد على استدلالاته واستشكالاته تجاه أشراط الساعة الكبرى؟
1 / 10
٨ - ما الآثار الفكرية المترتبة على آراء محمد رشيد رضا في أشراط الساعة الكبرى؟
حدود الدراسة:
حدود دراستي في هذا البحث هو استعراض آراء الشيخ محمد رشيد رضا في مسائل الاعتقاد، وتحديدًا في مسألة أشراط وعلامات الساعة الكبرى في تفسيره المسمى بتفسير المنار، وهي «خروج المسيح الدجال - وخروج المهدي - ونزول عيسى بن مريم ﵇ وطلوع الشمس من مغربها»، والرد عليها، وإثبات ما لها وما عليها، وبيان آثارها الفكرية.
منهج الدراسة:
يقوم منهج البحث في هذه الدراسة على ما يلي:
١ - استقراء آراء محمد رشيد رضا في أشراط الساعة الكبرى من خلال تفسيره المنار، وبما استدل به على آرائه.
٢ - استقراء الأقوال المخالفة لآراء محمد رشيد رضا في أشراط الساعة الكبرى، وبما استدلوا على آرائهم فيها ذهبوا إليه.
٣ - بيان ما توصلت إليه من نتائج تجاه أشراط الساعة الكبرى، مع الرد على أدلة القول الذي أخالفه مستندًا في ذلك إلى كتاب الله والسنة النبوية الصحيحة، وأقوال أهل العلم الثقات المشهود لهم بالعلم والصلاح والبعد عن الهوى والتعصب.
وقد اعتمدت في بحثي هذا على ثلاثة مناهج:
1 / 11
أولا: المنهج الاستقرائي:
ويكون بتتبع الموضوع واستقرائه في مظانه وجمع المعلومات المتعلقة به، سواء فيما ذكره رشيد رضا في تفسيره أو ما ذكره المخالفون له في كتبهم.
ثانيا: المنهج الاستدلالي:
ويكون بالتدليل على كل ما أطرحه من أفكار أو آراء بالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة أو بأقوال أهل العلم الثقات.
ثالثا: المنهج التحليلي:
ويكون بتحليل ودراسة آراء رشيد رضا والأدلة التي استند عليها للرد عليها وبيان ما لها وما عليها.
متممات المنهج:
الحرص على الآتي:
١ - إثبات النصوص القرآنية مضبوطة بالشكل وبالرسم الإملائي الحديث مع بيان مواضعه في القرآن الكريم.
٢ - تخريج الأحاديث النبوية وفق أسس التخريج الفني المعمول بها في كليات الشريعة.
٣ - عزو الأقوال والآثار إلى مظانها في الكتب.
٤ - شرح المفردات الغريبة في البحث.
٥ - التعريف الموجز بالأعلام الذين يتم ذكرهم عدا المشهورين منهم.
٦ - التعريف بالفرق التي يتم ذكرها تعريفًا موجزًا.
1 / 12
خطة البحث:
يشمل هذا البحث على مقدمة، وفصل تمهيدي، وأربعة فصول أخرى، وخاتمة.
أما المقدمة، فتشمل على أهمية هذه الرسالة، وأسباب اختيارها، والدراسات السابقة، ومشكلة الدراسة وحدودها، والمنهج المتبع فيها، وخطتها.
وأما الفصل التمهيدي، فيشمل على عدة مباحث:
المبحث الأول: ذكرت فيه معنى أشراط الساعة في اللغة والاصطلاح.
المبحث الثاني: ذكرت فيه الأدلة الشرعية من القرآن والسنة على أن الساعة واقعةٌ لا محالة.
المبحث الثالث: ذكرت فيه الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة على أن قيام الساعة قريب.
المبحث الرابع: تحدثت فيه على أقسام أشراط الساعة، والذي هو في الحقيقة تقسيم اجتهادي.
المبحث الخامس: تحدثت فيه عن حجية خبر الآحاد في العقائد.
المبحث السادس: وتحدثت فيه عن العقل والنقل والعلاقة بينهما وما عليه أهل السنة والجماعة.
أما الفصل الأول، ذكرت فيه نبذة عن محمد رشيد رضا، ويشمل عدة مباحث:
1 / 13
المبحث الأول: نسبه ومولده.
المبحث الثاني: نشأته وطلبه للعلم.
المبحث الثالث: بداية تحوله.
المبحث الرابع: هجرته إلى مصر.
المبحث الخامس: مجلة المنار.
المبحث السادس: جهوده الإصلاحية.
المبحث السابع: مذهبه.
المبحث الثامن: عقيدته.
المبحث التاسع: وفاته.
المبحث العاشر: آثاره ومؤلفاته.
أما الفصل الثاني، ذكرت فيه نبذة عن تفسيره المنار، ويشتمل على عدة مباحث:
المبحث الأول: تعريف بتفسير المنار.
المبحث الثاني: منهجه في التفسير.
المبحث الثالث: طريقته في التفسير.
المبحث الرابع: خصائص تفسير المنار.
المبحث الخامس: منهجه العقدي في التفسير.
المبحث السادس: المآخذ التي على التفسير.
1 / 14
أما الفصل الثالث، تحدثت فيه عن آرائه العقدية في أشراط الساعة الكبرى، والرد عليها، ويشمل على عدة مباحث.
المبحث الأول: رأيه في أشراط الساعة بشكل مجمل، والرد عليه.
المبحث الثاني: رأيه في خروج المسيح الدجال، والرد عليه وتضمن هذا المبحث عدة مسائل منها:
معنى المسيح.
معنى الدجال.
الأحاديث الواردة في خروج المسيح الدجال.
تواتر أحاديث المسيح الدجال.
الأحاديث الواردة في بيان صفته.
الحكمة من عدم ذكره بالقرآن؟
موقف رشيد رضا من أحاديث المسيح الدجال.
الرد على ما ذكره من استشكالات وتساؤلات.
هل هناك تناقض بين حديث الجساسة وحديث ابن عمر؟
رأي رشيد رضا في حديث الجساسة، والرد عليه.
خاتمة رأي رشيد رضا بأحاديث الدجال، والرد عليه.
خلاصة القول في المسيح الدجال.
المبحث الثاني: رأيه في المهدي، والرد عليه وتضمن هذا المبحث عدة مسائل مهمة منها:
1 / 15
معنى المهدي.
الأحاديث الواردة فيه.
تواتر الأحاديث الواردة في ظهور المهدي.
اسمه ونسبه.
الحكمة من كونه من نسل الحسن.
صفته.
سبب ظهوره.
مكان خروجه.
بيان حال حديث «لا مهدي إلا عيسى بن مريم»
رأي رشيد رضا في أحاديث المهدي.
الرد على ما ذكره من استشكالات وتساؤلات.
المبحث الرابع، رأيه في نزول عيسى بن مريم ﵇، والرد عليه وتضمن هذا المبحث عدة مسائل منها:
معنى المسيح.
عقيدة أهل السنة والجماعة بعيسى بن مريم.
أدلة نزوله من القرآن.
أدلة نزوله من السنة.
تواتر الأحاديث في نزول عيسى ابن مريم ﵇.
1 / 16
هل رفع ببدنه وروحه أم بروحه؟
مدة بقائه بعد نزوله.
رأي رشيد رضا في نزول عيسى بن مريم ﵇.
الرد على استشكالاته وتساؤلاته.
خاتمة المبحث.
المبحث الخامس، رأيه في طلوع الشمس من مغربها، والرد عليه وتضمن هذا المبحث عدة مسائل منها:
أدلة طلوع الشمس من مغربها من القرآن.
أدلة طلوع الشمس من مغربها من السنة.
تواتر الأحاديث الواردة في طلوع الشمس من مغربها.
التوبة لا تقبل بعد طلوع الشمس من مغربها.
رأي رشيد رضا في طلوع الشمس من مغربها.
الرد على استشكالاته وتساؤلاته.
الفصل الرابع، وذكرت فيه الآثار الفكرية لآراء رشيد رضا وتضمن ستة مباحث:
المبحث الأول: الطعن في السنن النبوية.
المبحث الثاني: الطعن في الصحيحين.
المبحث الثالث: تشكيك المسلمين في عقائدهم.
1 / 17
المبحث الرابع: إحياء تراث المعتزلة.
المبحث الخامس: إيجاد نوع من الجرأة على الثوابت الإسلامية.
المبحث السادس: خدمة أغراض المستشرقين.
وفي نهاية البحث ذكرت الخاتمة وما توصلت إليه في بحثي هذا، ثم المراجع والفهارس.
1 / 18
الفصل التمهيدي
ويتضمن المباحث التالية:
المبحث الأول: معنى أشراط الساعة.
المبحث الثاني: أدلة وقوعها.
المبحث الثالث: قرب قيام الساعة.
المبحث الرابع: أقسام أشراط الساعة.
المبحث الخامس: حجية خبر الآحاد في الاعتقاد.
المبحث السادس: حجية العقل والنقل.
1 / 19
المبحث الأول
معنى أشراط الساعة
معنى الشرط:
الشرَطُ هو العلامة، وجمعه أشراط.
وأشراط الساعة أي علامتها، فهي العلامة التي تدل على قرب قيام الساعة. (١)
معنى الساعة:
معنى الساعة في اللغة:
هي جزء من أجزاء الليل والنهار، جمعها ساعات.
وجزء من أربعة وعشرين جزءًا من الليل والنهار.
والليل والنهار معًا أربعةٌ وعشرون ساعة. (٢)
معنى الساعة في الاصطلاح الشرعي:
المراد بالساعة في اصطلاح الشرع، هو الوقت الذي تقوم فيه القيامة
_________
(١) النهاية في غريب الحديث والأثر، (٢/ ٤٦٠) للعلامة مجد الدين المبارك بن الأثير الجزري، دار الفكر، الطبعة الثانية ١٣٩٩ هـ.
- لسان العرب (٧/ ٣٢٩، ٣٣٠) لأبي الفضل ابن منظور، دار صادر، بيروت.
(٢) المعجم الوجيز لمجمع اللغة العربية ص ٣٢٨.
1 / 21
وسميت بذلك لأنها تفاجئ الناس في ساعة، فيموت الخلق كلهم بصيحة واحدة. (١)
والقيامة هي اليوم الذي يخرج فيه الناس من قبورهم بأمر ربهم ليحاسبوا فينعم محسنهم، ويعذب مسيئهم.
وهذا اليوم ذكر بأكثر من اسم في القرآن الكريم منها (يوم القيامة، يوم البعث، يوم الحساب، يوم الدين، الطامة، الحاقة، الواقعة، الصاخة، الغاشية ...). (٢)
فأشراط الساعة:
هي علامات القيامة التي تسبقها وتدل عليها. (٣)
_________
(١) النهاية في غريب الحديث لأبن الأثير (٢/ ٤٦٠).
(٢) ذكر ابن كثير ليوم القيامة أكثر من ثمانين اسما، انظر (النهاية في الفتن والملاحم) تحقيق د. طه زيني (١/ ٢٥٥).
(٣) لسان العرب (٧/ ٣٢٩)، والنهاية في غريب الحديث (٢/ ٤٦٠).
1 / 22
المبحث الثاني
أدلة وقوعها
وردت الكثير من النصوص الشرعية سواء في القرآن الكريم أو في السنة النبوية ما يدل على أن الساعة واقعة لا محالة، ومن هذه النصوص.
قوله تعالى ﴿وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٧)﴾. (١)
وقوله تعالى ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١)﴾. (٢)
وقوله تعالى ﴿إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (١٥) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (١٦)﴾. (٣)
وكقوله ﷺ «بعثت أنا والساعة كهاتين» وأشار بأصبعيه السبابة والتي تليها. (٤)
_________
(١) الحج ٧.
(٢) القمر ١.
(٣) طه ١٥ - ١٦.
(٤) صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب بعثت أنا والساعة كهاتين، دار ابن كثير، بيروت، الطبعة الثالثة، ١٤٠٠ هـ (٥/ ٢٣٨٥)، رقم (٦١٣٨)، تحقيق مصطفى ديب البغا، ورواه مسلم في كتاب الفتن، باب قرب قيام الساعة، دار أحياء التراث العربي، بيروت، (٤/ ٢٢٦٨)، رقم (٢٩٥١)، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.
1 / 23
فالنصوص الشرعية واضحة وصريحة في أن الساعة واقعة بلا ريب، بل إن وقوعها قريب كما بين ذلك النبي ﷺ في الحديث السابق.
1 / 24