82

The Clearest Exegesis

أوضح التفاسير

خپرندوی

المطبعة المصرية ومكتبتها

د ایډیشن شمېره

السادسة

د چاپ کال

رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م

ژانرونه

﴿مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ﴾ أي مثل ما ينفق الذين كفروا ﴿فِي هِذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ من بر، وصدقة، وصلة رحم ﴿كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ﴾ الصر: برد يضر الحرث والنبات ﴿أَصَابَتْ﴾ تلك الريح ﴿حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ﴾ بارتكاب المعاصي، وتعريض أنفسهم للعقاب ﴿فَأَهْلَكَتْهُ﴾ أي أهلكت الريح ذلك الحرث. وقد وصف تعالى المؤمنين في إنفاقهم - وما يجلبه هذا الإنفاق عليهم من أجر عظيم، وخير عميم - بقوله جل شأنه ﴿مَّثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ﴾ فضاعف تعالى أجر المؤمن المنفق إلى سبعمائة؛ ووعد أيضًا بأن يضاعف له هذه السبعمائة أضعافًا مضاعفة ﴿وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ﴾ هذا مثل المؤمن المنفق؛ أما مثل إنفاق الكافر فقد مثله الله تعالى بالريح التي تعصف بالنبات والأقوات، وتهلك الزرع والضرع ﴿وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ﴾ بذلك الجزاء ﴿وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ بالكفر
﴿يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً﴾ بطانة الرجل: خاصته وأصدقاؤه. ومنه بطانة الثوب؛ لملاصقتها له ﴿مِّن دُونِكُمْ﴾ أي من غير دينكم وجنسكم؛ لأن الأجنبي لا يعمل لخيرك، بل يدس ويكيد لك؛ فوجب الابتعاد عنه، والاحتراس منه؛ قال تعالى: ﴿لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً﴾ ﴿لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا﴾ أي أنهم لا يقصرون في إفسادكم، وإيصال الضرر بكم ﴿وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ﴾ أي ودوا ضرركم أشد الضرر وأبلغه؛ وهو من العنت: أي المشقة ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ﴾ بما يقذفونكم به من سباب، وما ينطقون به من كفر وهجر ﴿وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾ مما بدا من أفواههم
﴿هَآأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ﴾ وتتخذون منهم بطانة هم ﴿وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ﴾ لأنهم مفطورون على كراهة من عداهم ﴿وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ﴾ بالكتب المنزلة كلها؛ بما في ذلك كتابهم؛ في حين أنهم لا يؤمنون بكتابكم، ولا بكتابهم أيضًا لأنهم لا يعملون بما في كتابهم ﴿وَإِذَا لَقُوكُمْ﴾ نافقوا و﴿قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ﴾ بأنفسهم ﴿عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ﴾ وعض الأنامل: عادة يفعلها المغيظ المحنق، إذا لم ينل من عدوه منالًا ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ بما في القلوب
﴿إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ﴾ نصر أو غنيمة ﴿تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ﴾ بإخفاق مقصد أو بهزيمة من عدو ﴿يَفْرَحُواْ بِهَا﴾ أرأيتم أيها المؤمنون حال من ننهاكم عن اتخاذهم بطانة لكم، أو أولياء توالونهم من دون المؤمنين؟

1 / 76