ورمضان من الأشهر والجمعة من أيام الأسبوع، ووقت السحر من ساعات الليل.
قال تعالى: ﴿وبالأسحار هم يستغفرون﴾، وقال ﷺ: "ينزل الله تعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول ﷿: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له" متفق عليه، وقيل إن يعقوب ﷺ إنما قال: "سوف أستغفر لكم ربي" ليدعو في وقت السحر.
فقيل إنه قام في وقت السحر يدعو وأولاده يؤَمّنون خلفه فأوحى الله ﷿ إني قد غفرت لهم وجعلتهم أنبياء.
الثاني: أن يغتنم الأحوال الشريفة. قال أبو هريرة ﵁: إن أبواب السماء تفتح عند زحف الصفوف في سبيل الله تعالى وعند نزول الغيث وعند إقامة الصلوات المكتوبة فاغتنموا الدعاء فيها وقال مجاهد: إن الصلاة جعلت في خير الساعات فعليكم بالدعاء خلف الصفوف، وقال ﷺ: "الدعاء بين الآذان والإقامة لا يرد" رواه أبو داود والنسائي والترمذي وحسنه، وقال ﷺ أيضًا: "الصائم لا ترد دعوته" رواه الترمذي وحسنه، وبالحقيقة يرجع شرف الأوقات إلى شرف الحالات أيضًا إذ وقت السحر وقت صفاء القلب وإخلاصه وفراغه من المهوشات.
ويوم عرفة ويوم الجمعة وقت اجتماع الهمم وتعاون القلوب على استدرار رحمة الله ﷿ فهذا أحد أسباب شرف الأوقات