د د نوي شعر انقلاب له بودلیر نه تر اوسني عصر پورې (لومړۍ برخه): زده کړه
ثورة الشعر الحديث من بودلير إلى العصر الحاضر (الجزء الأول) : الدراسة
ژانرونه
عرف فاليري بيت الشعر بأنه «توازن معجز وشديد الحساسية يقوم بين الطاقة الحسية والطاقة العقلية للغة.» ونستطيع أن نقول إن شعره يحقق هذا التوازن. لقد روي عن نفسه في مناسبات كثيرة كيف كانت بعض قصائده تنشأ في البداية عن لعب حر بالإيقاع والتنغيم، تنضاف إليه بعد ذلك الكلمات والصور والأفكار. والقصيدة التامة تحتفظ هذا التدرج في القيم، فهي في المرتبة الأولى غناء وفي المرتبة الثانية مضمون.
ويكفي أن يتلو القارئ بعض المقاطع التي تبدأ بها قصائده ليتذوق سحر النغم الكامن في ألفاظها الأصلية؛ سيلاحظ كيف تتدرج الحروف الصوتية والأنفية بين علو وهبوط لكي ترجع إلى المركز الذي بدأت به.
ومع ذلك فقد تأتي المبادرة من المعاني لا من الكلمات. فقصيدة «باطن» - التي تجدها أيضا مجموعة النصوص - يدور الحدث فيها داخل الوجدان وخارجه في وقت واحد. إنها تبدأ بهذه الأبيات:
أمة ضيقة العينين، تثقل نظرتها الأغلال الناعمة،
تغير ماء أزهاري، تغوص في المرايا القريبة ...
ونلاحظ أن الأصل في استعارة الأغلال أو السلاسل في البيت الأول هو الأمة التي توحي بالعبودية، كما أن الغوص في المرايا في البيت الثاني يأتي من الماء، ومع ذلك فلا تريد هذه الأبيات أن تصف شيئا، بل تريد أن نسمعها ونتذوقها كتجارب لغوية تتولد فيها الكلمة عن كلمة أخرى، أضف إلى هذا أن الكلمة التي يصف بها الشاعر المرايا تدل على الزمن لا على المكان، فالمرايا قريبة
26
قربا مباشرا (في الزمان أو المكان) وهي كلمة يستخدمها الشاعر ليتلافى كلمة أخرى يتوقعها القارئ لدلالتها المباشرة على القرب المكاني وهي «قريبة».
27
ونستطيع أن نجد أمثلة أخرى على توليد الصور والرموز بل والفكرة الفلسفية نفسها من الكلمات. ويكفي أن يرجع القارئ إلى إحدى قصائد فاليري المبكرة وهي قصيدة «الحائكة»
ناپیژندل شوی مخ