56

Tazkiyat an-Nafs

تزكية النفوس

خپرندوی

دار العقيدة للتراث

د خپرونکي ځای

الإسكندرية

ژانرونه

ذم الدنيا اعلم أن الذم الوارد فى الكتاب والسنّة ليس راجعا إلى زمانها الذى هو الليل والنهار المتعاقبان إلى يوم القيامة، فإن الله ﷿ جعلهما خلفة لمن أراد أن يذّكر أو أراد شُكورًا. وورد فى الأثر: " إن هذا الليل والنهار خزانتان فانتظروا ماتصنعون فيهما ". وقال مجاهد: " ما من يوم إلا يقول: ابن آدم: قد دخلت، عليك اليوم ولن أرجع إليك بعد اليوم فانظر ماذا تعمل فى، فإذا انقضى طوى، ثم يختم عليه فلا يفك حتى يكون الله هو الذى يقضيه يوم القيامة ". وأنشد بعضهم: إنما الدنيا إلى الجنة والنار طريقٌ ... والليالى متجرُ الإنسان والأيام سوقٌ فالوقت هو رأس مال العبد، وقد صح عن رسول الله ﷺ أنه قال: " من قال: سبحان الله وبحمده غرست له نخلة فى الجنة " (١). فانظر إلى مُضَيع الساعات كم يفوته من النخيل. وكان أحد الصالحين إذا أثقل الناس فى الجلوس عنده يقول: "أما تريدون أن تقوموا، إن ملك الشمس يجرها لا يفتر ". وقال رجل لأحد العلماء: " قف أكلمك " قال: " أوقف الشمس ".

(١) تقدم تخريجه ص (٣٩).

1 / 58