421

تيسير التفسير

تيسير التفسير

ژانرونه

[6.67]

{ لكل نبإ } خبر من الله بمعنى شىء مخبر به، أو يقدر مضاف أى لكل مضمون خبر ومن ذلك عذابكم، أو لكل خبر ومنها خبر عذابكم { مستقر } زمان استقرار من الدنيا، أو من الآخرة، أو موضع استقرار من أحدهما، أو نفس الاستقرار، والأول أولى لأن الكلام لمثل قولهم

متى هذا الوعد

[سبأ: 29] وأنه ليس عليه أن يلازمهم إلى وقت يهتدون فيه { وسوف تعلمون } فى الدنيا أو فى الآخرة، أو فيهما أن ما قلنا حق، أو تعرفون مكان الاستقرار أو زمانه أو نفسه إذا وقع، وذلك تهديد.

[6.68-69]

{ وإذا رأيت الذين يخوضون فى آياتنا } يتكلمون فيها بسوء كتكذيب بها واستهزاء وطعن، كقولهم أساطير الأولين وسحر وتعليم بشر، وقيل: المراد أهل الكتاب، ولا بأس بالتفسير بكل ذلك، وأصل الخوض فى الشىء مطلق الشروع خيرا أو شرا، وقيل: أصله فى الماء، وقيل أصله أن يكون على وجه العبث واللعب { فأعرض عنهم } بالقيام عنهم حتى لا تسمعهم، أو بالذهاب عنهم إن لم تقعد بدليل فلا تقعد بعد الذكرى { حتى يخوضوا } حتى يشرعوا { فى حديث غيره } ما فيه لعب ولهو ولا سوء بدليل أن الإعراض عنهم لأجل السوء ونحوه، فهذا الخوض الأخير جىء به على أصل اللغة، والأول على مستعمل الشرع فى الخوض، أو عبر به للمشاكلة، والهاء فى غيره للآيات لأنها بمعنى القرآن أو الوحى أو الحديث، والقرآن يطلق على البعض كما يطلق على الكل، والآية تعم أن القعود مع أهل السوء فى حال عمل السوء لا يجوز ولو مع نهيهم، وإذا خرجوا عن السوء إلى شىء غير سوء جاز القعود معهم، ولو لم يتوبوا إلا إن كان القعود لضرورة لا بد منها فيجوز القعود حال السوء حتى يقضى حاجته، فيقوم وينهى عن ذلك، إن قدر ولا دليل للحشوية فى الآية على منع الاستدلال فى ذات الله وصفاته، ولا لمن منع القياس لأنها فى منع الخوض بالسوء، بل هى دليل على الجواز لقوله { حتى يخوضوا فى حديث غيره } فلو خاضوا بغير سوء لجاز السماع إليهم، وأيضا قعد صلى الله عليه وسلم إلى قوم يتذاكرون فى التوحيد، وقال: بهذا أمرنى ربى، وتذاكرهم لا يخلو عن استدلال ومناظرة { وإما } إن الشرطية وما التأكيدية { ينسينك الشيطان } يشعلك بوسوسته حتى تنسى أنك مأمور بالإعراض ويضيق صدرك، أو قعدت معهم، فالإنساء عبارة عن ملزومه أو سببه، وهذا كقوله:

وما أنسانيه إلا الشيطان

[الكهف: 63]. وقوله:

فأنساه الشيطان

[يوسف: 42]، وفى الكلام حذف، أى وإما ينسينك الشيطان فى حال القعود معهم ابتداء أو بقاء حال الخوض بالسوء إنك مأمور بالقيام عنهم { فلا تقعد } معهم أى لا تلبث معهم قائما ولا قاعدا ولا مضطجعا، فالقعود مقيد استعمل فى المطلق { بعد الذكرى } أى التذكر للأمر بالإعراض { مع القوم الظالمين } مقتضى الظاهر معهم لكن ذكرهم بخصوص أنهم فريق ظالمون تشنيعا عليهم بوضع التكذيب فى موضع التصديق والاستهزاء فى موضع الاستعظام، عبر أولا بإذا لأنه صلى الله عليه وسلم معترف بأنه يراهم يخوضون وثانيا بأن لأنه يشك أن ينسى، والخطاب فى رأيت وينسينك، وأعرض، وتقعد، له صلى الله عليه وسلم لصحة تلك الرؤية منه، وإمكان الإنساء وقيل له والمراد غيره، وقيل لمن يصلح لذلك، والرؤية بصرية والحال محذوف، أى إذا رأيت الذين يخوضون خائضين ولا يغنى عنها ذكر الذين يخوضون لأنك قد ترى ذات الخائض ولا تدرى أنه يخوض لبعدك أو غفلتك، والمراد تراه بعنوان أنه يخوض، ويضعف أن تكون علمية حذف ثانيها للعلم، أى: وإذا علمتهم خائضين فى وقت حضرته معهم فأعرض عنهم فيه، ويضعف أن يكون المعنى إن أنساك الشيطان قبح مجالستهم حال الخوض لأنه مما يعلم بالعقل قبل نزول تحريمها، فلا تقعد معهم حال الخوض بعد التذكير منا بالتحريم، فهو تأكيد لما قبله من قوله: وإذا رأيت، ونحن لا نقول بالحسن والقبح العقليين بل المعتزلة، ولكن يعلمه من سائر الآيات فى مجانبة كفر الكافرين بواسطة العقل، ويجوز الجلوس معهم حال الخوض للتعليم والنهى، والنبى صلى الله عليه وسلم ينسى فى أمر الدنيا ولا ينسى أمر الدين قبل تبليغه إجماعا، فيما قيل.

ناپیژندل شوی مخ