419

تيسير التفسير

تيسير التفسير

ژانرونه

لنكونن من الشاكرين

[الأنعام: 63]، أن يقال ثم لأنتم لا تشكرون، إلا أنه بالغ بذكر الشرك الذى هو قطع للشكر رأسا، وذلك ذم زائد استحقوه إن لم يقتصروا مع اعترافهم بذلك على ترك الشرك بسائر ما يكون تركا له من المعاصى، بل قطعوه قطعا كليا بالإشراك، ولا يجوز ما اعتاده بعض الناس من الوقف على كرب ويكرره مع قوله { قل الله ينجيكم منها } على جهة الدعاء، لأنه إفساد لسوق الكلام الذى هو أنه ينجيكم من ذلك ولا تكفون عن الإشراك شكرا ففى ذلك الوقف صرف ما هو تهديد إلى امتنان، وذلك تبديل لكلام الله تعالى عز وجل.

[6.65]

{ قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض } حصر للقدرة على أنواع الهلاك فى الله بعد حصرها على الإنجاء من المهالك فيه، والعذاب من فوق كالحجارة التى نزلت على أصحاب الفيل، والحجارة التى نزلت على قوم لوط، وكالطوفان على قوم نوح النازل من السماء، والصاعقة والريح، وكالريح النازلة على قوم هود، والصيحة النازلة على قوم صالح وعلى قوم شعيب، ونمرود وقومه، والظلة عليهم والعذاب من تحت الأرجل كالطوفان: الخارج من الأرض لقوم نوح، وكالخسف لقارون، وكإغراق فرعون وقومه ببحر القلزم وهو فى الأرض، ولا يضركون ذلك من تحتهم وعلو الماء عليهم ، وعلو الأرض على قارون لأن البدء من أسفل، أو يعد العلو من فوقهم والبدء من تحت الأرجل، قيل كما روى عن ابن عباس: ويجوز أن يكون الفوقية والتحتية معقولتين غير محسوستين، مجازا بأن يكون الفوقية استعلاء أكابرهم عليهم فيضرونهم، والتحتية تسفل شأن عبيدهم وأراذلهم وعامتهم فيضرونهم، وتضر العامة أيضا بعضهم بعضا، واللبس الخلط، وشيعا حال، أو ضمن معنى التصيير فشيعا مفعول ثان بمعنى فرق مختلفة بالأهواء كل واحدة تتبع إمامها، أو اللبس الخلط بانتشاب القتال بينهم، والمفرد شيعة، كسدرة وسدر، وهو من يتقوى به الإنسان وأتباعه وأنصاره وقد اجتمعوا على أمر، ويطلق الشيعة على المفرد والاثنين والجماعة والمذكر والمؤنث، ويذيق بعضكم بأس بعض بالقتال، والبأس الألم، أو يذيق بعضكم قتال بعض، وسبب ذلك تفرق الأهواء عن الحكم الشرعى فتخطىء الشيع، وقد يكون بعض على الهدى وعدوه على الضلال، وروى

" أنه صلى الله عليه وسلم قال عند قوله { عذابا من فوقكم }: أعوذ بوجهك، وعند قوله { أو من تحت أرجلكم }: أعوذ بوجهك. وعند قوله { أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض }: هذا أهون وهذا أيسر "

، وفى مسلم:

" سألت ربى ألا يجعل بأس أمتى بينهم فمنعنيها "

، أى لم يجب دعوتى. وبدؤه من خلافة عثمان بعد مضى ست سنين منها. وقال الترمذى: وعن خباب بن الأرت: أطال صلى الله عليه وسلم صلاة فقيل له: صليت صلاة لم تكن تصليها، فقال:

" أجل إنها صلاة رغبة ورهبة، إنى سألت ربى فيها ثلاثا فأعطانى اثنتين ومنعنى واحدة، سألته ألا يهلك أمتى بالجدب فأعطانيها، فسألته ألا يسلط عليهم عدوا من غيرها فأعطانيها، وسألته ألا يذيق بعضهم بأس بعض كما فعل ببنى إسرائيل فمنعنيها "

ويروى:

ناپیژندل شوی مخ