395

تيسير التفسير

تيسير التفسير

ژانرونه

لا يسأل عما يفعل

[الأنبياء: 23] ولا حجة للكفار إذ يقرون بالاختيار ضرورة ولو أنكروه تارة، وأسند الجعل والطبع والختم إلى الله باعتبار خلقه الاختيار وترك التوفيق، والعقاب على الاختيار، والمعتزلة منعوا إسناد ذلك إلى الله، وقالوا: تمكن التقليد وإهمال النظر فى قلوبهم حتى صارا كالطبيعة المسند خلقها إلى الله عز وجل، والحق إسناد ذلك إلى الله عزوجل بمعنى خلقه، ولا مانع، ويسألون عن ذلك التمكن، فإن قالوا بالطبع المجرد فذلك شرك، وهم يقولون بخلقهم أفعالهم، وضلوا بذلك مع أن التمكن ليس فعلا لهم { وإن يروا كل آية } علامة مما يتلى وغير مايتلى من المعجزات على وحدانية الله تعالى ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته، وقال ابن عباس: المراد آيات القرآن، وقيل: التكوينية كانشقاق القمر ونبع الماء من بين الأصابع وتكثير الماء والطعام القليلين، وخصصها بعض بغير الملجئة لئلا يناقض قوله تعالى،

إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم

[الشعراء: 4] قلت: الإيمان عند الآية الملجئة غير الإيمان الاختيارى { لا يؤمنوا بها } يكذبون بها ويقولون سحر وافتراء وأساطير، أو لا يؤمنون بسببها بالوحدانية والنبوة والرسالة، { حتى إذا جاءوك } حتى للابتداء، ولا تخلو عن معنى الغاية لأنها تفريع، ألا ترى أن المتفرع ينتهى إلى المفرع عليه، وبالعكس، فإن عنادهم انتهى بهم إلى قولهم إن هذا إلا أساطير الأولين، ولو قلنا جارة خرجت إذا عن الشرط والصدر ولم يكن لها جواب وهو وجه ضعيف { يجادلونك } حال من الواو مقدرة، أى ينازعونك نزاعا شديدا، أو الجدال لا يخلو عن شدة أو نزاعا شديدا، حتى كأنهم يريدون أن يلقوك على الجدالة وهى الأرض، وجواب إذا هو قوله { يقول الذين كفروا } إلخ، فيما قيل؛ واعتراض بأن قول الذين كفروا هو نفس الجدال فلا فائدة إلا أن تؤول المجادلة بإرادتها أو بقصدها، والأصل خلاف التأويل { إن هذا إلا أساطير الأولين } كلمات كتبها الأولون أسطارا تتلى عليك، أو جواب إذا يجادلونك، ويقول الذين كفروا مستأنف فى جواب سؤال مقدر، أو بدل من يجادلونك، والمفرد أسطورة - أفعولة فيما يستعجب منه، كأحدوثة وأضروبة، وهو أولى، ويليه أنه جمع أسطار،، وأسطار جمع سطر، بفتح الطاء وإسكانها، وقيل جمع أسطورة أو إسطارة أو إسطير أو أسطور مفردات غير واردة، وقيل وردت فى كلام العرب ولا يصح ما قيل أساطير جمع أسطار جمع أسطر، وأسطر جمع سطر، لأن أفعالا جمع للثلاثى لا للرباعى، ولا ما قيل أنه اسم جمع لأن نصوص النحاة أن ما على صيغة منتهى الجمع يقال له جمع ولو لم يكن له مفرد من لفظة كعباديد وشماطيط.

[6.26]

{ وهم } أى المشركون { ينهون } الناس { عنه } عن القرآن، أن يؤمنوا به { وينأون } يبعدون أنفسهم { عنه } عن القرآن أو الرسول عن أن يؤمنوا به، أو هم ينهون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضره أحد، وينأون يبعدون عن تصديقه، وذلك كأبى طالب يرد السوء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يؤمن به، واجتمع إليه رؤساء قريش، وقالوا له: خذ شابا من أصحابنا وجيها وادفع إلينا محمدا، فقال: ما أنصفتمونى أدفع إليكم ولدى لتقتلوه وأربى ولدكم، واجتهد النبى صلى الله عليه وسلم أن يؤمن وينطق بالشهادتين فيجادل له عند الله فأبى، واعترف أنه صلى الله عليه وسلم على الحق ولكن يخاف أن يسبه قريش، وقال فى مرض موته أنه يموت على دين الأشياخ، فمات عليه، وهو دين أشياخ قريش، وقال: لولا أن يعيرنى قريش لأقررت عينك بما تحب من الإيمان ولكن أذب عنك ما حييت، وقال:

والله لن يصلوا إليك بجمعهم

حتى أوسد فى التراب دفينا

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة

وابشر بذاك وقر منه عيونا

ناپیژندل شوی مخ