" والذى نفسى بيده إن الهلاك قد تدلى على أهل نجران، لو لاعنو لمسخ شبابهم قردة وشيوخهم خنازير، ولاضطرم عليهم الوادى نارا ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رءوس الجبال "
، وما حال الحول على النصارى كلهم حتى هلكوا، وروى أنه صلى الله عليه وسلم قال:
" إذا أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم، فأبوا، قال صلى الله عليه وسلم: فإنى أناجزكم، قالوا: لا طاقة لنا بحرب العرب لكن نصالحك، فصالحوه بذلك "
، وروى أنهم قالوا: انظر يومك وليلتك بعده فما حكمت به رضينا به، فحكم بعدها عليهم بالجزية، وهى ما مر.
[3.62]
{ إن هذا } أى ما ذكر من أمر عيسى وأمه { لهو القصص } الخبر { الحق وما من إله إلا الله } بمعنى لا إله إلا الله، أو لا إله لنا إلا الله، رد على من قال ثالث ثلاثة، ومن قال عيسى الله ومن قال ابن الله، فإن ابن الإله، رد على من قال ثالث ثلاثة، ومن قال عيسى الله ومن قال ابن الله، بإن ابن الإله إله، كل ذلك باطل، تأكيد لقوله إن مثل عيسى { وإن الله لهو العزيز الحكيم } لا يشارك فى القدرة التامة والحكمة البالغة، فضلا عن أن يختص بهما عيسى وهما أليق، ولا تتصور القدرة التامة إلا بالألوهية، وهذا أيضا رد على النصارى تأكيدا.
[3.63]
{ فإن تولوا } عن الإيمان { فإن الله عليم بالمفسدين } الأصل، فإنه عليم بهم إلا أنه ذكر لفظ الجلالة زيادة فى تغليظ الوعيد، وإلا أنه ذكر المفسدين، إعلاها بأن الإعراض عن الإيمان مع ظهور دلائله إفساد للذات وللروح وللعالم عظيم، فهو معاقبهم عقابا لائقا بذلك لا يخفون عنه، أو المراد المطلق المفسدين وهؤلاء، منهم، والأول أنسب لقوله، { فإن تولوا } يعود الواو إلى من حاجك، وهو ماض، أو خطاب لمن حاجه وهو مضارع أى تتولوا.
[3.64]
{ قل يا أهل الكتاب } اليهود والنصارى أهل التوراة والإنجيل، أو أراد نصارى نجران والكتاب الإنجيل، أويهود المدينة والكتاب التوراة والأول أولى، ولو نزلت فى وقد نجران النصارى لأن خصوص السبب لا ينافى عموم الحكم { تعالوا } اقبلو بالعزم والاعتقاد { إلى كلمة } هى لا إله إلا الله، فإن الكلمة فى اللغة تطلق على المفرد والجملة فصاعدا { سواء بيننا وبينكم } لا تختلف فيها الرسل والكتب، فمن خالف فيها كقول النصارى ثالث ثلاثة، وأن عيسى إله فقد ضل { ألا نعبد } أى لئلا نعبد { إلا الله ولا نشرك به شيئا } أى إشراكا أو معبودا آخر، فذلك تأكيد، أو شريكا فى الخالقية والقدم والوجوب بالذات، وسائر الصفات، فذلك تأسيس، فننفى عنه أن يلد عزيرا أو عيسى وغيرهما { ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله } أى غير الله، كما اتخذتم أحباركم ورهبانكم أربابا، لما نزل اتخذوا أحبارهم الخ
ناپیژندل شوی مخ