[3.34]
{ ذرية } فعولة من الذرء بمعنى الخلق، قلبت الهمزة ياء، فيطلق على الأصول والفروع فآدم ذرية بمعنى أنه ذرىء منه أولاده ذرية بمعنى أنهم خلقوا من آبائهم، قال تعالى:
حملنا ذريتهم
[يس: 41]، أى آباءهم، أو من الذر بمعنى صغار النمل، فالياء للنسب إلى الذر والضم الذال من شذوذ النسب، ووجهه أنهم أخرجوا كالذر من ظهر أدم { بعضها من بعض } فى التوالد أو فى الدين كقوله تعالى:
المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض
[التوبة: 67]، ولا يضعف هذا بقوله ذرية، لأن التوالد فى الذرية والتناسل من لفظ ذرية، والتوافق فى الدين والتناصر عليه من قوله بعضها من بعض { والله سميع عليم } بالأقوال والأفعال، فيجازى عليها بحسنها، ويختار من يشاء للنبوة والرسالة، أو سميع عليم بقول امرأة عمران ونيتها.
[3.35]
{ إذ } متعلق بسميع أو بعليم لا على التنازع، إذ لا يضمر لإذ، ويجوز أن يعلق بأحدهما، ويقدر مثله لللآخر، ولا يتعلق باصطفى لأن الله عز وجل لم يصطف آدم، ومن بعده حين قالت، وقد يتعلق بالواو لنيابتها عن اصطفى، وذلك غير معهود، وإما أن يقدر واصطفى آل عمران إذ...الخ فلا إشكال فيه { قالت امرأت عمران } أو اذكر إذ قالت امرأة عمران، أو قولها إذ قالت، وهى حنة بنت فاقود أخت إيشاع عند عمران، تزوجها زكريا وهى أم يحيى، وكان قد أمسك عن حنة الولد حتى أيست وكبرت وهى من أهل بيت صالحين أبصرت طائرا يطعم فرخة، وهى تحت ظل شجرة، فهبت للولد، فدعت الله فيه، وقالت، اللهم هب لى ولدا أتصدق به على بيت المقدس، يخدمها، ورزقها الله جنينا من زوجها، وأحست به فقالت { رب إنى نذرت } وعدت { لك ما } قالت ما، لأن ما فى البطن من غير العقلاء قبل نفخ الروح { فى بطنى محررا } مخلصا من خدمة الدنيا لخدمة بيت المقدس إن كان ذكرا وللعبادة، وكانوا يحررون أولادهم لخدمة بيت المقدس، وإذا بلغوا اختاروا الذهاب أو البقاء، ولا أحد من علماء بنى إسرائيل أو أنبيائهم بلد إلا جعل ولده لذلك، ولا تصلح الجارية لذلك للحيض والأذى والضعف والعورة، وقيل، كانوا بعد مريم يحررون لخدمة بيت المقدس الإناث كالذكور، ولا دليل عليه، اللهم إلا أن قوله تعالى،
فتقبلها ربها بقبول حسن
[آل عمران: 37]، الآية يشير إلى أن سائر الإناث مثلها، قلت. قولها، رب إنى نذرت الخ يتضمن الدعاء بأن يكون ذكرا، أو هذا جزم بأنها وهبته لله مطلقا ذكرا أو أنثى { فتقبل } نذرى { منى إنك أنت السميع } للأدعية، ومنها دعائى فى الولد { العليم } بالنيات، ومنها نيتى فيه، وقدم السمع لأن المسموعات أقل من المعلومات، مع أن سمعه تعالى علمه بالأصوات، ومات عمران وهى حامل، وكانت حنة عاقرا إلى أن كبر سنها، وحنة هذه جدة عيسى عليه السلام، وكانت لعمران بن يصهر بنت اسمها مريم أكبر من هرون، وعمران بن يصهر هذا هو أبو موسى وهرون عليهما السلام، وهو يصهر بن فاهت بن لا وى بن يعقوب وأما عمران أبو مريم فعمران بن ماثان، ويقال: كان يحيى وعيسى ابنى خالة من الأب، كما جاء فى الحديث الصحيح
ناپیژندل شوی مخ