لكنْ مع كلِّ هذا قد يسَّر لنا سبحانه القيامَ بالمهمة خيرَ قيام، ليخرجَ الكتاب في النهايةِ بأبهى حلةٍ وأحسنِ حال، فنسألُ اللَّهَ سبحانه القَبول، فإنه خيرُ مأمول.
ومن أجل إتمامِ العملِ على أحسنِ وجه فقد قُمنا بكتابةِ مقدِّمة له تشتمِلُ على فصلين:
الأول: ترجمةُ المؤلف ترجمةً وافيةً بحيث تستوعِبُ كلَّ ما جاء عنه في المصادرِ المتوفرةِ لدينا، مع إعادةِ سبكِها وترتيبها، وقد استقصَيْنا لهذه الغايةِ كلَّ ما كُتب عنه تقريبًا مما كان ترجمةً له، أو كان منبثًّا في كتبِ التراجم والأنسابِ وغيرها، الأمرُ الذي استغرَق تعبًا وتدقيقًا لا يستهانُ بهما، وباللَّه التوفيق.
الثاني: كتابةُ مقدمةٍ للكتاب تتضمَّن تأكيد نسبة الكتاب للمؤلِّف، وأهمَّ المراجع التي نهلتْ منه ونهل منها، وطريقةَ مؤلِّفه في تأليفه، وأهمَّ المواضيعِ التي تناولها، هذا مع دراسةٍ مستفيضةٍ لخصائص هذا التفسير وما يميِّزه عن غيره من التفاسير.
وفي الختام نحمدُ اللَّه أولًا وآخِرًا على توفيقه وتيسيره، وما أنزل علينا من الرحمات، وامتنَّ به من البركات، في الجهدِ والفهمِ والأوقات.
كما نشكرُه سبحانه أن هيَّأ لهذا العملِ من الأساتذةِ الأخيار مَن بذَلوا غايةَ جهدهم ليرى هذا السِّفرُ العظيمُ النورَ بعد طولِ مكثٍ في غياهب الظلمات:
فنشكر أولًا دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث التي حملتْ على عاتقها تحقيقَه وطبعَه وكلَّ ما يتعلَّق به متمثِّلةً بمديرِها الأستاذِ أبي عبد اللَّه محمد خلوف العبد اللَّه، والذي لولاه لَمَا خرجَ هذا الكتابُ إلى النور، فهو الذي استَخرجه من بينِ
المقدمة / 9