التيسير في التفسير
تأليف الإمام أبي حفص النسفي
نجم الدين عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحنفي
(٤٦١ - ٥٣٧ هـ)
يطبع أول مرة محققًا على ثلاث نسخ خطية
دار اللباب
_________
تحقيق وتعليق
جـ ١: ماهر أديب حبوش
جـ ٢: ماهر أديب حبوش - فادي المغربي
جـ ٣: فادي المغربي - ماهر أديب حبوش
جـ ٤: ماهر أديب حبوش
جـ ٥: فادي المغربي
جـ ٦: ماهر أديب حبوش
جـ ٧: ماهر أديب حبوش
جـ ٨: جمال عبد الرحيم الفارس
جـ ٩: ماهر أديب حبوش - جمال عبد الرحيم الفارس
جـ ١٠: ماهر أديب حبوش
جـ ١١: ماهر أديب حبوش
جـ ١٢: ماهر أديب حبوش - سارية فايز عجلوني
جـ ١٣: سارية فايز عجلوني
جـ ١٤: سارية فايز عجلوني - جمال عبد الرحيم الفارس
جـ ١٥: ماهر أديب حبوش - جمال عبد الرحيم الفارس
المقدمة / 1
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المقدمة / 2
التيسير في التفسير
(١)
المقدمة / 3
حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م
يمنع طباعة هذا الكتاب أو ترجمته أو تصويره ورقيا أو إلكترونيا إلا بإذن خطي من الدار الناشرة
تحت المساءلة الدنيوية والأخروية
دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث
أسطنبول - تركيا
٠٠٩٠٥٤٥٤٧٢٩٨٥٠
٠٠٩٠٢١٢٥٢٥٥٥٥١
[email protected]
بيروت - لبنان
٠٠٩٦١٥٨١٣٩٦٦
٠٠٩٦١٧٠١١٢٩٩٠
WWW.allobab.com
المقدمة / 4
مقدّمة التّحقيق
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للَّهِ الكريمِ المنَّان، ذي الفضل والإحسان، والسَّطوة والسلطان، والصلاةُ والسلام على عبدِه ورسولِه المُختار، الذي أقامَ الشَّريعةَ وراغَمَ الكفَّار، صلَّى اللَّهُ عليه وعلى آلِه وصَحْبِه، الذين آمَنُوا به وتمسَّكوا بحَبْلِه، صلاةً تُشرَحُ بها القُلوب، ويَتيسَّرُ بها كلُّ مطلوب.
وبعد:
فإنَّ كتاب اللَّه هو النورُ المُبِيْن، والطَّريقُ القَوِيم، والحقُّ المستَبِين، والصراطُ المستقيم، لا شيءَ أسطعُ من أعلامه، ولا حُكمَ أصدعُ مِن أحكامه، ولا كلامَ أفصحُ مِن بلاغته، ولا قولَ أرجحُ من فصاحته، ولا عملَ في ليلٍ أو نهارٍ ألذُّ مِن تِلاوته، فيه خبرُ مَن قَبْلَنا، ونبأُ مَن بعدَنا، وحُكْمُ ما بينَنا.
أَعجزَ الفصحاءَ، وحيَّر البُلغاء، وأعياهم أنْ يأتوا بسورةٍ مِن مِثْلِه، حتى شهِد بإعجازه الأعداءُ قبل الأصدقاء، وأيقنَ بصدقهِ الجاحدون والملحِدون؛ فإعجازُه وبلاغتُه وحسنُ نظامه يشهدُ للنبيِّ ﷺ بنبوَّته، وبأنه أعظمُ معجزاتهِ، الباقيةِ على طولِ أيام الدهرِ وسنواتهِ.
وقد كان النبيُّ من الأنبياءِ ﵈ يأتي بالآيةِ وتَنْقَضي بموته، فقَلَّ لذلك مَن يتَّبعه، وكَثُرَ أتْباعُ نبيِّنا ﷺ لكونِ معجزتهِ الكبرى باقيةً بعدَه، فيؤمنُ باللَّهِ ورسولهِ كثيرٌ ممَّن يسمعُ القرآن على ممرِّ الأزمان.
المقدمة / 5
فلا غَرْوَ أنْ نَهَض العلماءُ منذُ فجرِ الدَّعوةِ مشمِّرِينَ عن ساعِدِ الجِدِّ لشرحه وتفسيرِه، وبيانِ ما غَمضَ من معانيه، وحلِّ ما أَشْكَل على مَن يُعانيه.
ومِن أَجْلِ هذا ظَهَر على مَرِّ التَّاريخِ الإسلاميِّ تصانيفُ لا يَحْصُرُها العَدُّ، اخْتَلَفَتْ أساليبُها لكنَّ غايتَها كانت واحدةً، وهي تفسيرُ كتابِ اللَّه، وإيصالُه إلى أجيالِ الأُمَّة جيلًا إثْرَ جيلٍ، وتفهيمُ الأُمَّةِ معانيَه، وما فيه مِن عِبَرٍ وأمثال، وحِكَمٍ وأحكام، وبلاغةٍ لا تُرام، وخيرٍ عمَّ الأَنام؛ لتُدْرِكَ هذه الأُمَّةُ عَظَمتَه، فتتمَسَّكَ به، وتجتهدَ في اتِّباعِه والعملِ بمُقْتضاه، ودعوة الخلقِ إليه.
وهذه التصانيفُ كانت متفاوِتةً مِن حيثُ الفائدةُ، وبعضُها يقدَّمُ على بعضٍ، بل قد يكونُ بعضُها أصلًا والآخَرُ فَرْعًا، فإنَّ منها ما يُمْكِنُ أنْ يُعَدَّ فَرْدًا في بابِه، وإمامًا في محرابِه، وأساسًا في موضوعِه، بحيثُ يُمْكِنُ أنْ يُقالَ مَثَلًا: إنَّ ما جاء بَعْدَه ليس كالذي كان قَبْلَه، فيُقالَ مثلًا: إنَّ ما أُلِّفَ قبل "تفسير الطبري" في التَّفسيرِ بالمأثورِ ليس كما أُلِّفَ بَعْدَهُ، وإنَّ ما كُتِبَ في معاني القرآنِ وبلاغته قبلَ "كشَّاف" الزَّمَخْشريِّ ليس كالذي كُتِبَ بعدَه، وإنَّ موضوعَ أحكامِ القرآنِ قبلَ "الجامع لأحكام القرآن" ليس كموضوعِه بَعْدَهُ، وإنَّ كُتبَ إعرابِ القرآنِ قبلَ "بحر" أبي حيَّانَ ليست كالتي أَعقبت "بحره".
وجاء مِن التفاسيرِ بعد تلك الأمَّهات ما هو تَبَعٌ لها، فهَذَّبَ ونَقَّحَ، وزادَ ورَجَّحَ، وشَرَحَ وصَحَّحَ، ومع أن هذه أيضًا لا تُنْكَر مكانتُها وفضلُها، لكنْ يَبْقَى الفضلُ للسَّابق ولو أجادَ اللَّاحِق.
وكان هناك كثيرٌ من التفاسير التي حَوَت فنونَ التفسير من الآثارِ والأحكامِ والمعاني والإعرابِ واللغة، لكنْ لم يكن فيها ما يجعلها متميِّزةً عن باقي التفاسير.
المقدمة / 6
وهذا التفسيرُ الذي بين أيدينا لا يمكنُ إلا أنْ يعدَّ من تلك الأمَّهات، بل هو كتابٌ فريدٌ في بابه، لم يَنسجْ أحدٌ على مِنواله، جامعٌ للفرائد، زاخرٌ بالفوائد، قد خُطَّ بيدٍ دَرِبة خبيرة، ذاتِ فكرٍ ثاقبِ البصيرة، فمؤلِّفهُ قد فاق أقرانه علمًا وفضلًا، وكُتبه في الفقه وغيره معروفةٌ شرقًا وغربًا، كما أنه عالمٌ باللغة والنحو مشهودٌ له بذلك، وهو مع ذلك من المتقدِّمين المعاصرين لأئمةِ التفسير الكبار أمثالِ الزمخشريِّ وابنِ عطية وطبقتهما، فلم ينهلْ من كتبهم، ولا اتَّكأ على أقوالهم، فتفسيرُه لذلك يعدُّ من المراجع الهامَّةِ التي استفاد منها كثيرٌ ممَّن جاء بعده من المفسِّرين وغيرهم، وذلك لِمَا حوَاهُ من العلوم والآثار، وما ضمَّه من النِّكاتِ والأفكار، والتي أكثرُها من إبداعه، لا نقلًا عن غيره كما هو شأنُ الكثير من المفسِّرين الذين يعوِّلون في تفاسيرهم على النقل عمَّن سبَقهم.
وقد سعى فيه المؤلِّف لتحقيقِ أمرين اثنين:
الأول: الارتقاءُ بالإيمان والتقوى، وذلك لكثرةِ ما حواه من المواعظ والحكَم، والتذكيرِ باللَّه، ونقل عباراتِ العلماءِ العاملين، وأهلِ الزهدِ المخلِصين.
والثاني: الارتقاءُ بالعلم بالقرآن لغةً وإعرابًا، وتفسيرًا وتأويلًا، مع حشد الأقوال ونقل الآثار، مما تفرَّد بكثير منه هذا التفسير، فما له في الكتب المطبوعة من نظير، وقد سماه:
"التيسير في التفسير"
فكان اسمًا على مسمًّى، فهو ميسَّرٌ لمن قرأه، ميسِّرٌ معرفةَ التفسير على مَن طالَعه.
وقد أكرمَني اللَّه سبحانه بتحقيقه بعد مدَّةٍ طويلةٍ من العملِ في كتبِ التفسير
المقدمة / 7
تَنوفُ على خمسةَ عشرَ عامًا، طالعتُ خلالها غالبَ المشهورِ منها والمغمور، فخُضتُ غمارها، وغُصتُ في أعماقها، وعندما بدأت فيه كنتُ أظنه كباقي التفاسير لا يتميَّز عنها بشيء، ولم أكنْ أتوقَّع أنني سأجدُ فيه هذا الكمَّ الهائلَ من الفوائد والنِّكات، والرَّقائق والعِظَات، مع حسنِ الإشارة ومتانةِ العبارة، وسلامةِ الذوق، والذبِّ عن مذهبِ الحقّ.
فالعجَبُ كيف لم تمتدَّ إليه يدُ العناية إلى الآن، وبقي حبيسَ المكتبات يَنتظرُ مَن يمسحُ عنه غبارَ الإهمال، ويكشفُ عن أنواره ظلمةَ النسيان، مع أنه يفوقُ في فوائده كثيرًا مما حقِّق وطُبع من كتب التفسير، فكان من فضلِ المولى عليّ أن أُوكلتْ هذه المهمةُ إليّ.
وكما يُقال: التيسيرُ علَامةُ الإذن، فقد يسَّر اللَّه سبحانه لنا سبيل تحقيقه، وتهيَّأ لنا في سبيل ذلك كمٌّ كبيرٌ من النسخ الخطيةِ النَّفيسةِ الكاملة، ما لا يتيسَّر مثلُه في كثيرٍ من الكتب، فقمنا بالمقارنة بينها لانتقاءِ أفضل النسخ وأكثرِها دقةً وأقلِّها تحريفًا، وقد تمَّ لنا هذا المسعى بعون اللَّه، واخترنا ثلاثةً من النسخ الخطية النَّفيسة، فتمَّ نسخ الكتاب ومقابلته من إحداها ثم مقابلتُه على الأخريين.
وقد كان من الصُّعوبات التي واجهتْنا أن الكتابَ لم يُطبع قبل الآن، ولا يوجد له، ولا حواشيَ أو شروح له يمكنُ الاستفادة منها، فكان علينا القيامُ بالمهمة كاملةً، وكانت تلك المهمةُ من الصعوبة بمكان، وذلك لكثرةِ ما فيه من أحاديثَ وآثار وأقوال، تحتاج للتخريج والشرح، وكذا لبيان حالِ المرفوعِ وما في حكمه، هذا مع كونِ أكثرِ الكتاب من إبداعِ المؤلِّف وإنشائه، وحتى ما ينقلُه فإنه يتصرَّف فيه فيزيدُ وينقص ويغيِّر، فلا تكاد تجدُ له في عباراته وأقواله سلَفًا يمكنُ الرجوعُ إليه لتصحيح تحريفٍ أو توضيحِ عبارة.
المقدمة / 8
لكنْ مع كلِّ هذا قد يسَّر لنا سبحانه القيامَ بالمهمة خيرَ قيام، ليخرجَ الكتاب في النهايةِ بأبهى حلةٍ وأحسنِ حال، فنسألُ اللَّهَ سبحانه القَبول، فإنه خيرُ مأمول.
ومن أجل إتمامِ العملِ على أحسنِ وجه فقد قُمنا بكتابةِ مقدِّمة له تشتمِلُ على فصلين:
الأول: ترجمةُ المؤلف ترجمةً وافيةً بحيث تستوعِبُ كلَّ ما جاء عنه في المصادرِ المتوفرةِ لدينا، مع إعادةِ سبكِها وترتيبها، وقد استقصَيْنا لهذه الغايةِ كلَّ ما كُتب عنه تقريبًا مما كان ترجمةً له، أو كان منبثًّا في كتبِ التراجم والأنسابِ وغيرها، الأمرُ الذي استغرَق تعبًا وتدقيقًا لا يستهانُ بهما، وباللَّه التوفيق.
الثاني: كتابةُ مقدمةٍ للكتاب تتضمَّن تأكيد نسبة الكتاب للمؤلِّف، وأهمَّ المراجع التي نهلتْ منه ونهل منها، وطريقةَ مؤلِّفه في تأليفه، وأهمَّ المواضيعِ التي تناولها، هذا مع دراسةٍ مستفيضةٍ لخصائص هذا التفسير وما يميِّزه عن غيره من التفاسير.
وفي الختام نحمدُ اللَّه أولًا وآخِرًا على توفيقه وتيسيره، وما أنزل علينا من الرحمات، وامتنَّ به من البركات، في الجهدِ والفهمِ والأوقات.
كما نشكرُه سبحانه أن هيَّأ لهذا العملِ من الأساتذةِ الأخيار مَن بذَلوا غايةَ جهدهم ليرى هذا السِّفرُ العظيمُ النورَ بعد طولِ مكثٍ في غياهب الظلمات:
فنشكر أولًا دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث التي حملتْ على عاتقها تحقيقَه وطبعَه وكلَّ ما يتعلَّق به متمثِّلةً بمديرِها الأستاذِ أبي عبد اللَّه محمد خلوف العبد اللَّه، والذي لولاه لَمَا خرجَ هذا الكتابُ إلى النور، فهو الذي استَخرجه من بينِ
المقدمة / 9
آلاف المخطوطات، وبسعيهِ ودأبه تمَّ تأمينُ نسخه الخطيَّة، وبمتابعته لكلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ تمَّ بفضلِ اللَّهِ الانتهاءُ منه على الوجه الأكمل.
كما نشكرُ الأساتذةَ توفيق التكلة، وفادي السيد، وخالد شمسو، وهادي الهندي، وخالد محمد ياسين علوان، الذين عملوا في نسخهِ ومقابلتهِ وإخراجه، وبذلوا لذلك جهودًا هائلةً لضمانِ الدقَّة والصِّحة وسلامةِ النصِّ. ونخص بالذكر الأستاذ خالد محمد ياسين علوان الذي بذل جهدًا كبيرًا في إتقان إخراج هذا الكتاب فنيًّا.
والشكرُ موصولٌ للإخوة الذين ساعدوا في تحقيقِه، وهم الأساتذةُ: فادي المغربي، ومحمد سارية عجلوني، وجمال عبد الرحيم فارس.
فنسألُ اللَّه الرضا والقبول لنا جميعًا، وأن يوفِّقنا لخدمةِ كتابه العظيم، فهو أعظمُ عمل للمؤمن، وأكرمُه عند اللَّه، وأرجاهُ للقَبول.
وكتبه ماهر أديب حبوش
٢٦/ ٥/ ٢٠١٩
* * *
المقدمة / 10
الفصل الأول ترجمة الإمام النسفي (¬١)
١ - اسمه ونسبه ومولده ونشأته:
في مدينة "نَسَف" وفي أحد أيام سنةِ إحدى أو اثْنَتَين وسِتِّين وأربعِ مئةٍ كان سُطوعُ نجمِ الإمام نجم الدين شيخ زمانه، وعالمِ عصره وأوانه، ونَسَف بلدةٌ بين جَيحون وسمرقندَ وتسمَّى أيضًا: نخشب.
_________
(^١) تنظر ترجمته في "التحبير في المعجم الكبير" للسمعاني (١/ ٥٢٧)، و"معجم الأدباء" لياقوت الحموي (٥/ ٢٠٩٨)، و"ذيل تاريخ بغداد" لابن النجار (٥/ ٩٨)، و"العبر في خبر من غبر" للذهبي (٤/ ١٠٢)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٢٠/ ١٢٦)، و"بغية الطلب في تاريخ حلب" لابن العديم (١٠/ ٤٣٤٢)، و"مرآة الجنان" لليافعي (٣/ ٢٦٨)، و"الجواهر المضية في طبقات الحنفية" للقرشي (١/ ٣٩٤ - ٣٩٥)، و"لسان الميزان" لابن حجر (٤/ ٣٢٧)، و"تاج التراجم" لابن قطلوبغا (ص: ٢٢٠)، و"طبقات المفسرين" للسيوطي (ص: ٨٨)، و"طبقات المفسرين" للداودي (٢/ ٥ - ٧)، و"طبقات المفسرين" للأدنه وي (ص: ١٧١)، و"شذرات الذهب" لابن العماد (٦/ ١٨٩)، و"الفوائد البهية في تراجم الحنفية" للكنوي (ص: ١٤٩)، و"كشف الظنون" لحاجي خليفة (١/ ٢٤٧، ٢٩٦، ٤١٥، ٤١٨، ٥١٩، ٥٥٣، ٥٦٤، ٦٠٢، ٦٦٨، ٧٠٦، ٧٥٦)، و(٢/ ١١١٤، ١١٢٥، ١١٤٥، ١٢٣٠، ١٣٥٦، ١٦٠٢، ١٦٨٦، ١٧٣١، ١٨٦٧، ١٨٦٨، ١٨٧١، ١٩٢٩، ٢٠٢٧، ٢٠٤٨، ٢٠٥٤)، و"سلم الوصول إلى طبقات الفحول" لحاجي خليفة (٢/ ٤٢١)، و"هدية العارفين" للبغدادي (١/ ٧٨٣)، و"مفتاح السعادة ومصباح السيادة" لطاش كبري زاده (١/ ١٢٣ - ١٢٤)، و"فهرس الفهارس" لعبد الحي الكتاني (١/ ٢١٥)، و"نثل النبال" للحويني (٢/ ٥٨٩)، و"الأعلام" للزركلي (٥/ ٦٠).
المقدمة / 11
وهو عمرُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ إسماعيلَ بنِ محمدِ بنِ عليِّ بنِ لُقْمانَ، النَّسَفيُّ ثم السمرقنديُّ، وهو مصنِّفُ تاريخِها الملقَّبِ بـ "القَنْد"، الإمامُ الزَّاهد نجمُ الدِّين أبو حَفْص.
أما نشأتُه فلم يَرِدْنا الكثيرُ عنها، لكن الذي يظهرُ من تلامذته ومشايخه ومكانتهم العالية أنه كان في مجتمعٍ يَزخرُ بالعلمِ والعلماء، وأنه قد تفاعَل مع هذا المجتمعِ منذ حداثةِ سنِّه، يدلُّ على ذلك مثلًا أنه قد رُوي عنه "أصول البزدوي" لفخرِ الإسلام البَزْدَوِيِّ كما سيأتي، وفخرُ الإسلام تُوفي سنة (٤٨٢ هـ)، وكان من شيوخه أيضًا إسماعيل بن إبراهيم بن محمد أبو محمدٍ النُّوحيُّ المتوفى سنة (٤٨١ هـ)، وكان العلامةُ صاحبُ الترجمة أيامَ موت هذين الإمامين في حوالي العشرين من عمره، ما يدلُّ على أن طلبه للعلم كان قبل ذلك بكثير، ولا شكَّ أن مَن بلغ شأوَه وصنَّف تصانيفَه لا بد وأن يكون قد طلَب العلم وهو صغير حدثُ السن.
وقد رحل الإمامُ النسفيُّ لأداء فريضةِ الحج، فمرَّ ببغدادَ وأخذ عن بعض علمائها، وحدَّث فيها عن شيوخه، قال ابن النجَّار: قدِم بغدادَ حاجًّا في سنة سبعٍ وخمس مئة، وسمع من أبي القاسم بنِ بَيَانٍ وغيره، وحدَّث بكتاب "تطويل الأسفار لتحصيل الأخبار" من جمعه وتأليفه، روى فيه عن عامة مشايخه.
٢ - علمه وثناء العلماء عليه:
هو عالمُ عصره، وفقيهُ زمانه، الذي ملأتْ تصانيفه طباقَ الأرض، وقد بلغتْ ما يقاربُ المئة في فنونٍ وألوانٍ شتَّى، من التفسير والفقه واللغة وغيرها، ويكفيكَ دلالةً على علمه ومكانته أنه تتلمذَ على يدِ كبار علماءِ عصره كفخر الإسلام البَزْدويِّ صاحب الأصول المشهورة، وأخيهِ العلَّامةِ أبي اليُسرِ البَزْدَويِّ، كما تتلمذ على يده
المقدمة / 12
كبارُ العلماء الذين عمَّ صيتُهم الآفاق، وشغلت كتبُهم الناس، ومنهم العَلَّامة المُحَقق شيخ الإسلام عليُّ بن أبي بكر بن عبد الجَلِيل الفرغاني صاحب "الهدَايَة"، بل إنه كان أجلَّ مشايخه حيث صدَّر "مشيخته" التي جمعهَا لنَفسِهِ بِذكرِ الإمام نجم الدين، وذكرِ ابنِه أبي اللَّيْث أحمدَ بنِ عمر بعدَه، وقال: سمعتُ نجم الدِّين عمر يَقُول: أَنا أروي الحَدِيث عَن خمس مئَة وَخمسين شَيخًا.
وقد أثنى عليه كلُّ مَن عاصره أو جاء بعده، ولم يذكر فيه أحدٌ شيئًا سوى ما قاله السمعانيُّ من أنه لم يكن من أهلِ الحديث، وله فيه أوهامٌ وأخطاءٌ، وسيأتي كلامُ السمعاني، وسوف يأتي في هذه المقدِّمة إشارةٌ لهذا عند ذكر طريقته في إيراد الأحاديث.
أمَّا ثناءُ العلماء عليه فممَّا لا يُحصى، وسنسوقُ طرفًا منه لبيانِ مكانته في زمانه وبينَ علماء عصره، ومدْحِهم له في علمه وزُهده ودِينه، وحُسنِ جمعِه وتصنيفه، ونبدأ بقول السمعاني، فقد كان معاصرًا له وإن لم يلقه:
قال السمعاني: إمامٌ فقيهٌ فاضل، عارف بالمذهب والأدب، صنَّف التصانيف في الفقه والحديث، ونظَم "الجامع الصغير" وجعله شعرًا، وأما مجموعاتُه في الحديث فطالعتُ منها الكثير وتصفَّحتها، فرأيتُ فيها من الخطأ وتغييرِ الأسماء وإسقاطِ بعضها شيئًا كثيرًا وأوهامًا غيرَ محصورة، ولكنْ كان مرزوقًا في الجمع والتصنيف، كتب إليَّ الإجازةَ بجميع مسموعاته ومجموعاته، ولم أُدركه بسمرقندَ حيًّا، وحدَّثني عنه جماعة، وإنما ذكرتُه في هذا المجموع لكثرة تصانيفه، وشيوع ذكره، وإن لم يكن إسنادُه عاليًا، وكان ممن أحبَّ الحديثَ وطلبه، ولم يُرزق فهمه، وكان له شعرٌ حسنٌ مطبوعٌ على طريقة الفقهاء والحكماء.
المقدمة / 13
وذكره ابن النجار فقال: كان فقيهًا فاضلًا مفسِّرًا محدِّثًا أديبًا متفنِّنًا، وقد صنَّف كتبًا في التفسير والحديث والشروط.
وقال الأدنَهْ وي: كان إمامًا فاضلًا أصوليًّا متكلِّمًا مفسِّرًا محدِّثًا فقيهًا حافظًا نَحْويًّا لُغَويًّا ذكيًّا فَطِنًا، أحدَ الأئمَّة الأربعة المشهورين بالحظِّ الوافر من العلوم والقَبُول التَّامِّ عند الخاصِّ والعامّ، وكان أستاذًا نشَر العلوم إملاءً وتذكيرًا.
وقال اللَّكْنوي: كان إمامًا فاضلًا أصوليًّا متكلِّمًا مفسِّرًا محدِّثًا فقيهًا حافظًا نحويًّا، أحدَ الأئمة المشهورين بالحفظ الوافر والقبولِ التامِّ عند الخواصِّ والعوامّ، وقيل: إنه كان يعلِّم الإنس والجن، ولذلك قيل له: مفتي الثقلين، كذا قال القاري.
وقال المرغِينانيُّ: إمامُ الأئمَّة ومقتدَى الأمَّة (^١).
وقال ابن عابدين: مفتي الإنس والجن، رأسُ الأولياء في عصره (^٢).
وقال الكشميريُّ: واعلَمْ أن الشيخَ نجمَ الدين عُمرَ النَّسفيَّ قد أَلَّفَ كتابًا في الوَقْف، فلمَّا رأيتُه تحيَّرتُ من كمال فصاحته وبلاغته، وهذا "النَّسفي" مقدَّم على صاحب "الكنز" ومُحَدِّثٌ فقيه، ومؤرِّخٌ كبير، صنَّف "تاريخ سمرقند" في اثنين وعشرين مجلدًا (¬٣).
٣ - لقاؤه مع الزمخشري:
وأمَّا لقاؤه مع الزمخشري، فقد ذكر فيه القرشيُّ قصةً طريفةً، وهي أنه أرادَ أن يزور جَار اللَّه العلَّامةَ الزَّمَخْشَرِيَّ في مكَّة، فلمَّا وصل إلى داره دقَّ الباب ليفتحوه
_________
(^١) انظر: "كشف الأسرار شرح أصول البزدوي" (١/ ٤).
(^٢) انظر: "حاشية ابن عابدين" (٤/ ٢٦٠).
(^٣) انظر: "فيض الباري على صحيح البخاري" للكشميري (٤/ ١١٠).
المقدمة / 14
ويأذنوا له بالدُّخولِ، فقال الشَّيخ: مَن ذا الذي يدقُّ الباب؟ فقال: عمر، فقال جَار اللَّه: انْصَرِفْ، فقال نجم الدِّين: يَا سَيِّدي عمر لا ينْصَرف، فقال الشَّيخ: إِذا نكِّر ينْصَرف.
كذا وقعت القصةُ، ولم أجدْ مَن زاد عليها، وليس فيها أيُّ شيءٍ عن لقائهما، وإن كان قد تمَّ أم لا، لكنَّ الظاهر أن اللقاء قد حصَل؛ لأنه مِن غيرِ المعقول أن يصل إلى بابه ولا يلتقي به، ويبدو أن تلك كانت دعابةً من الزمخشريِّ، وكان يَعلمُ بالجواب مسبقًا، ولعل معرفةً جمعَتْهُما قبلَ ذلك، أو أنَّ الزمخشري سمع بهذا العلَّامة وعرف أنه في الحج معه وأنه سوف يَقدمُ لزيارته، واللَّهُ أعلم.
٤ - شيوخه:
لقد نهلَ العلَّامة نجم الدِّين من كبار علماء عصره، والمقدَّمين في ناحيته ومصره، فتشرَّب زبدةَ العلوم، ونهل من خُلاصة أهل العقول والفهوم، وكانوا في كثرةِ عددهم كما هم في سعةِ علومهم، وكثيرٌ منهم ممن ذاعَ صيتُه، وانتشرت في الأنام علومُه.
قال صاحب "الهداية": سَمِعتُ نجمَ الدِّين عمرَ يقول: أنا أروي الحديث عن خمس مئةٍ وخمسين شيخًا، قال: وقد جمع أسماءَ مشايخه في كتاب سَمَّاهُ "تعداد الشُّيُوخ لعمر مستطرفٌ على الحروف مستَطَر" رحمه اللَّه تعالى.
ومِن أجلِّ شيوخه:
١ - عليُّ بنُ محمدِ بنِ الحُسَين بنِ عبد الكرِيم بنِ مُوسى بن عِيسى بن مجاهدٍ، أبو الحسن، المعروفُ بفَخْر الإسلام البَزْدَوِيِّ، الفقيهُ الإمامُ الكبير بما وراءَ النَّهر، أخو القاضِي محمدٍ أبي اليُسْر. توفِّي في رجب سنة (٤٨٢ هـ)، ومن تصانيفه "المَبْسُوط"، و"شرح الجامع الكبير والجامع الصَّغير" وله في أصول الفقه كتاب كبير مشهور ومفيد، رحمه اللَّه تعالى.
المقدمة / 15
وهذا الإمام لم أجدْ مَن ذكَره في شيوخ الإمام نجم الدين، سوى تلك الإشارةِ إلى أخذِه العلمَ عنه في كلام علَمين شرَحا "أصوله"، وهما:
الحسينُ بنُ عليِّ بنِ حجَّاجِ بن عليٍّ، حسامُ الدِّين السِّغْنَاقيُّ (ت ٧١١ هـ)، قال في مقدمة "شرح أصول البزدوي": وقد بلغَتْني روايةُ هذا الكتاب بالإسنادين المذكورين في "النهاية في شرح الهداية" مع زيادةِ أنَّ صاحب "الهداية" يرويه عن الشيخ الإمام الزاهد الحافظ نجم الدين أبي حفصٍ عمرَ بنِ محمدِ بن أحمدَ بنِ إسماعيلَ النسفيِّ، وهو عن المصنف ﵏ (^١).
وعبدُ العزيز بنُ أحمدَ بنِ محمد، علاءُ الدِّين البخاريُّ (ت ٧٣٠ هـ)، قال في مقدمة شرحه أيضا: (حدَّثني بهذا الكتابِ شيخي وأستاذي وعمي الذي تقدَّم ذكره آنفًا قراءةً عليه بسرخسَ في المدرسة الملكية العباسية. . .) فذكر إسناده شيخًا عن شيخ إلى أن قال: (حدثنا شيخُ شيوخِ الإسلام برهانُ الدِّين عليُّ بنُ أبي بكر بن عبد الجليل الرِّشْدانيُّ (وهو نفسُه صاحب الهداية) قال: حدَّثنا إمامُ الأئمة ومقتدَى الأمة نجمُ الدِّين أبو حفصٍ عمر بن أحمد النسفيُّ عن الشيخ الإمام المصنف قدَّس اللَّه أرواحَهم) (^٢).
ففي كلام هذين العلَمين ما يدلُّ على أن الإمامَ نجمَ الدِّين قد تتلمذَ على فخرِ الإسلام وأخذ العلم عنه، بل كما هو واضحٌ من كلاميهما أنه روى كتاب "أصول البزدوي" المشهور عن مؤلِّفه البزدويِّ مباشرةً دون واسطةٍ بينهما.
٢ - محمد بن محمد بن الحسين أخو فخر الإسلام، العلَّامة أبو اليسر البزدويُّ
_________
(^١) انظر: "الكافي شرح البزدوي" للسغناقي (١/ ١٨٣ - ١٣٩).
(^٢) انظر: "كشف الأسرار عن أصول فخر الإسلام البزدوي" لعلاء الدين البخاري (١/ ١٠).
المقدمة / 16
النَّسَفيّ، شيخ الحنفيَّة بما وراء النهر، وكان قاضيَ قضاة سَمَرْقَنْدَ، وكان يدرِّس في الدَّار الجُوزجانيَّة ويُمْلي فيها الحديث. تُوُفّي ببخارى (٤٩٣ هـ).
قَالَ السّمعانيّ: عُرف بالقاضي الصدر، وُلِد سنة إحدى وعشرين وأربع مئة.
وهو من شيوخ المؤلف كما ذكر العلماء، منهم صاحب "الجواهر المضية"، والداودي في "طبقات المفسرين".
وقال اللَّكنوي: أخذ الفقه عن صدر الإسلام أبي اليسر محمد البَزْدويِّ، عن أبي يعقوبَ يوسفَ السَّيَّاريِّ، عن أبي إسحاقَ الحاكمِ النَّوْقَدي، عن الهِنْدُوانيِّ، عن أبي بكرٍ الأعمش وأبي بكرٍ الإسكاف وأبي القاسم الصَّفَّار.
والأعمشُ عن أبي بكرٍ الإسكافِ عن محمد بن سلمة عن أبي سليمان الجوزجاني عن محمد بن الحسن.
والصفَّار عن نصيرِ بن يحيى عن محمد بن سَمَاعة عن أبي يوسف (^١).
وجاء في ترجمة أبي اليسر في "الجواهر المضية": قال عمر بن محمد النَّسَفيُّ في كتاب "القَنْد": وكان شيخَ أصحابنا بما وراءَ النَّهر، وكان إمامَ الأئمَّة على الإطلاق، والوفودُ إليه من الآفاق، ملأ المشرق والمغرب بتصانيفه في الأصول والفروع (^٢).
٣ - إسماعيلُ بن إبراهيم بنِ محمدِ بنِ محمدِ بنِ نوحِ بنِ زيدِ بنِ نعمانَ بنِ عبدِ اللَّه بنِ الحسنِ بنِ زيدِ بن نوحٍ، أبو محمدٍ النُّوحيُّ (^٣) النَّسَفيُّ الإمامُ الخطيب
_________
(^١) انظر: "الفوائد البهية في تراجم الحنفية" (ص: ١٤٩).
(^٢) انظر: "الجواهر المضية في طبقات الحنفية" (٢/ ٢٧٠).
(^٣) نسبة إلى جده نوح المذكور، وقد تحرفت في بعض المصادر إلى: التنوخي.
المقدمة / 17
من أهل نَسَف، ولد بسمرقند سنة (٤٢٣ هـ) سمع أبا العبَّاس جعفر بن محمد المستغفريَّ، ذكره السَّمْعانيُّ وقال: كتَب الحديث بسمرقند.
روى عنه الإمام نجم الدِّين، له ذكر في "طِلْبةِ الطَّلَبَة" توفِّي سنة (٤٨١ هـ) (^١).
قلت: وله ذكرٌ وروايةٌ في هذا "التفسير"، فقد جاء فيه في شرح البسملة: (قال الشيخ نجم الدين ﵁: وكان شيخُنا الإمامُ الأستاذُ الخطيبُ أبو محمد إسماعيلُ بنُ محمد النوحيُّ النسفيُّ ﵀ ورضيَ عنه- روَى لنا عن بعضِ أولادِ عليٍّ ﵁: أنَّ اللَّهَ تعالى لمَّا خلقَ القلمَ قال له: اكتُب بسمِ اللَّهِ الرَّحمن الرَّحيم. . .).
٤ - أحمد بن عبد اللَّه بن يُوسُف بن الفضل الصِّبْغي الإمامُ من أهل سَمَرْقَنْد، سمع يُوسُف بن يحيى البَلْخيَّ، سمع منه الحافظ أبو حَفْصٍ النَّسَفِيُّ وغيرُه، كان إمامًا فَقِيهًا فاضلًا، ورد بغداد حاجًّا، وكان مُفِيدًا في الدَّار الجُوزجانية بسمرقندَ، ذكره السَّمْعَانيُّ في "ذيله" وقال: سَمِعت أبا بكر الزُّهْرِيَّ بسمرقند: سمعتُ أبا حفصٍ يقول: توفِّي الإمام أحمد الصِّبْغيُّ يوم الخميس الثَّامِن من شهر رَجَب الفرد سنة سِتٍّ وعشرين وخمس مئة، وقد زَاد على سبعين سنة.
والصِّبْغي بكسر الصَّاد المُهمَلة وسكونِ الباء الموحَّدة وفي آخرها غينٌ معجمة نسبةً إلى الصِّبْغ، والصِّبَاغ هو ما تُصبغ به الألوان، قاله السَّمْعَانِيّ (^٢).
٥ - عمرُ بن محمدِ بن عمرَ بن أحمدَ بن خُشْنام الخُشْناميُّ البُخَاريُّ، قال السَّمْعانيُّ: كان فقيهًا فاضلًا مُناظرًا أديبًا سمع أبا بكرٍ محمدَ بنَ عليِّ بنِ حيدرةَ
_________
(^١) انظر: "الأنساب" للسمعاني (٥/ ٥٣١)، و"تاريخ الإسلام" للذهبي (٣٣/ ٥١)، و"الجواهر المضية في طبقات الحنفية" (١/ ١٤٥).
(^٢) انظر: "الجواهر المضية في طبقات الحنفية" (١/ ٧٣).
المقدمة / 18
الجَعْفَريَّ البُخاريَّ، سمع منه أبو حفص النَّسَفِيُّ، وتُوفِّي ببخارَى في ذي القعدة سنة اثنتينِ وعشرين وخمس مئة (^١).
٦ - أبو الفضائل عبد القادر بن عبد الخالق بن عبد الرحمن بن كاسم بن الفضل بن عبد الرحيم بن الحسن بن الربيع النَّوْقَديُّ، من أهل نَوْقَدِ قريشٍ، كان إمامًا فاضلًا، سمع ببُخارى السيدَ أبا بكر محمدَ بن عليِّ بن حيدرةَ الجعفريَّ، وبمكة أبا عبد اللَّه الحسين بن عليٍّ الطبريَّ وغيرهما، سمع منه أبو حفص عمر النسفي، وكانت ولادته سنة خمسين وأربع مئة (^٢).
٧ - الإمام أبو محمدٍ عبدُ الرحمن بنُ عبدِ الرحيم العصَّارُ البَنْدِيمشيُّ، روَى عنه أبو حفصٍ عمر النسفيُّ، وتوفي في شعبان سنة (٥٢٤ هـ) (^٣).
٨ - أبو الحسن علي بن يوسف بن محمد البِنْكَتِيُّ، كان فقيهًا صالحًا، حجَّ بيت اللَّه تعالى، وسمع بمكة أبا محمد عبد الملك بن محمد بن عبيد اللَّه الزبيديَّ المقرئَ، سمع منه أبو حفصٍ عمر النسفي الحافظ (^٤).
٩ - أبو حامد أحمدُ بنُ حمزةَ بنِ محمدِ بن إسحاق بن أحمد المطوِّعيُّ الرُّوذباريُّ التُّوذِيجيُّ، سكَن سمرقند، حدَّث عن أبيه حمزةَ بن محمد التُّوذِيجي، روى عنه أبو حفصٍ عمر بن محمد النسفيُّ الحافظ، وأبو بكرٍ محمدُ بنُ محمد بن عليٍّ الزهري وغيرهما (^٥).
_________
(^١) انظر: "الجواهر المضية في طبقات الحنفية" (١/ ٣٩٧).
(^٢) انظر: "الأنساب" للسمعاني (١٣/ ٢٠٧).
(^٣) انظر: "الأنساب" للسمعاني (٢/ ٣٣٩).
(^٤) انظر: "الأنساب" للسمعاني (٢/ ٣٤١).
(^٥) انظر: "الأنساب" للسمعاني (٣/ ١٠٥).
المقدمة / 19
١٠ - أبو جعفر محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن أحمد الجُرْجُساريُّ البلخيُّ، يروي عن أبي بكر محمد بن عبد اللَّه بن محمد الشومانِّي، سمع منه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي، قال: كَتب عني أيضًا (^١).
١١ - أبو محمد عبد الرحمن بن يحيى بن يونس الجِكِليُّ الخطيب، كان خطيبَ سمرقند أيام قدرخان، يروي عن أبي القاسم عبيد اللَّه بن عمر الكُشَاني الخطيب، روى عنه أبو حفص عمر النسفي، وتوفي بسمرقندَ سنة ستَّ عشرةَ وخمسِ مئة (^٢).
١٢ - أبو المؤيَّد ميمونُ بن أبي العلاء أحمد بن الحسن الحاتميُّ النَّسفي، كان قاضيَ نسف مدةً مديدة، سمع جدَّه أبا عليٍّ الحسنَ بنَ عديٍّ الحاتمي، روى عنه أبو حفص عمر النسفي، ولد سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة، وتوفي بنسف سنة ثلاث عشرة وخمس مئة (^٣).
١٢ - أبو سعد محمد بن الحسن بن عليِّ بنِ المكيِّ بن عبد اللَّه بن إسرافيل بن حماد الحَمَّاديُّ النَّخشبيُّ، يروي عن أبيه وأبي نصر محمد بن يعقوب السَّلامي، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد النسفيُّ، ولد سنة أربع وعشرين وأربع مئة، وتوفي بنسف بعد سنةِ أربعٍ وتسعين وأربع مئة (^٤).
١٣ - أبو بكرٍ محمدُ بن أبي بكر بن عبد الرحمن الخاوُصي الخطيب، حدَّث
_________
(^١) انظر: "الأنساب" للسمعاني (٣/ ١٧٣).
(^٢) انظر: "الأنساب" للسمعاني (٣/ ٢٩٩).
(^٣) انظر: "الأنساب" للسمعاني (٤/ ٣).
(^٤) انظر: "الأنساب" للسمعاني (٤/ ٢٢٦).
المقدمة / 20