48

التیسير په تفسیر کي

تفسير أبي حفص النسفي (التيسير في التفسير)

پوهندوی

ماهر أديب حبوش، وآخرون

خپرندوی

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

د خپرونکي ځای

أسطنبول - تركيا

ژانرونه

نَسْتَعِينُ﴾ على نصيبِ المتوكِّلين، وقولُه: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ على نصيبِ المستقيمين. وبقيَّةُ السورة على نصيبِ العارفين. - وفيها أيضًا في بيان الحمد والشكر: وقيل: الحمدُ مقلوبُ المدح، والشكرُ مقلوبُ الكَشْر، وهو انفتاحُ الشَّفتَيْن بالضَّحك حتى تبدوَ الأسنانُ، فالشكرُ انكشافُ الغطاءِ عن القلب حتى يعرفَ المنَّة مِن المنَّان. - وكقوله عند تفسير قوله تعالى: ﴿يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾: قال الواسطيُّ: أولُ قَدَمٍ في الإيمانِ: أن لا يجريَ عليك التلوين فيما يَرِدُ عليك من نعمةٍ أو بليَّة؛ إذ لا فرق بينهما في الحقيقة. وقال داودُ الطائيُّ: الإيمان: ما يُوْرِثُك النورَ بعد الظُّلمة، ثم اللِّينَ بعد القَسوة، ثم السُّنَّةَ بعد البِدْعة، ثم التلذُّذَ بالعبادة بعد المجاهدة. وقال سهلُ بن عبد اللَّه التُّسْتَريُّ ﵀: الإيمانُ أربعةُ أركان: التوكُّلُ على اللَّه، والاستسلامُ لأمر اللَّه، والرِّضا بقضاءِ اللَّه، والشكرُ لنعماء اللَّه عزَّ وعلا، والتقوى بابُ الإيمان، واليقينُ قلبُ الإيمان، والصبرُ عمادُ الإيمان، والإخلاصُ كمال الإيمان. - وفي قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا﴾ الآية [آل عمران: ٢٠٠] كان مما نقله فيها: وقال بعض أهل المعرفة: ﴿اصْبِرُوا﴾ على بلائي ﴿وَصَابِرُوا﴾ نَعمائي ﴿وَرَابِطُوا﴾ أعدائي ﴿وَاتَّقُوا﴾ محبة مَن سوائي ﴿لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ غدًا بلقائي. وقال آخر: ﴿اصْبِرُوا﴾ عند قيام النفير على احتمال الكُرَب ﴿وَصَابِرُوا﴾ على

المقدمة / 49