وذكره ابن النجار فقال: كان فقيهًا فاضلًا مفسِّرًا محدِّثًا أديبًا متفنِّنًا، وقد صنَّف كتبًا في التفسير والحديث والشروط.
وقال الأدنَهْ وي: كان إمامًا فاضلًا أصوليًّا متكلِّمًا مفسِّرًا محدِّثًا فقيهًا حافظًا نَحْويًّا لُغَويًّا ذكيًّا فَطِنًا، أحدَ الأئمَّة الأربعة المشهورين بالحظِّ الوافر من العلوم والقَبُول التَّامِّ عند الخاصِّ والعامّ، وكان أستاذًا نشَر العلوم إملاءً وتذكيرًا.
وقال اللَّكْنوي: كان إمامًا فاضلًا أصوليًّا متكلِّمًا مفسِّرًا محدِّثًا فقيهًا حافظًا نحويًّا، أحدَ الأئمة المشهورين بالحفظ الوافر والقبولِ التامِّ عند الخواصِّ والعوامّ، وقيل: إنه كان يعلِّم الإنس والجن، ولذلك قيل له: مفتي الثقلين، كذا قال القاري.
وقال المرغِينانيُّ: إمامُ الأئمَّة ومقتدَى الأمَّة (^١).
وقال ابن عابدين: مفتي الإنس والجن، رأسُ الأولياء في عصره (^٢).
وقال الكشميريُّ: واعلَمْ أن الشيخَ نجمَ الدين عُمرَ النَّسفيَّ قد أَلَّفَ كتابًا في الوَقْف، فلمَّا رأيتُه تحيَّرتُ من كمال فصاحته وبلاغته، وهذا "النَّسفي" مقدَّم على صاحب "الكنز" ومُحَدِّثٌ فقيه، ومؤرِّخٌ كبير، صنَّف "تاريخ سمرقند" في اثنين وعشرين مجلدًا (¬٣).
٣ - لقاؤه مع الزمخشري:
وأمَّا لقاؤه مع الزمخشري، فقد ذكر فيه القرشيُّ قصةً طريفةً، وهي أنه أرادَ أن يزور جَار اللَّه العلَّامةَ الزَّمَخْشَرِيَّ في مكَّة، فلمَّا وصل إلى داره دقَّ الباب ليفتحوه
_________
(^١) انظر: "كشف الأسرار شرح أصول البزدوي" (١/ ٤).
(^٢) انظر: "حاشية ابن عابدين" (٤/ ٢٦٠).
(^٣) انظر: "فيض الباري على صحيح البخاري" للكشميري (٤/ ١١٠).
المقدمة / 14