145

تسهيل بيان لاحکام قران

تيسير البيان لأحكام القرآن

خپرندوی

دار النوادر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

د خپرونکي ځای

سوريا

ژانرونه

تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ﴾ [الزمر: ٢٣] فقيلَ: متشابِهًا في العَدْلِ والإِعجاز، وقيل غيرُ ذلك مِمّا هو في معناهُ (١). و﴿مَثَانِيَ﴾ قال ابنُ عَبّاسٍ ﵁: يُحْمَلُ بعضُها على بعضٍ (٢). وهذانِ النوعانِ -أعني نَوعَي المُتَشابِهِ- مِمّا اخْتَصَّ بهما القرآنُ، وكذا السُّنَّةُ المُحَمَّدِيَّةُ -على صاحبِها أفَضلُ الصلاة والسلام-. وهذا النوعُ الثاني من المتشابِهِ على قسمين: أحدهما: الاقْتِصاصُ (٣)، وهو الاتِّباعُ، مأخوذٌ من قولِهِم: اقْتَصَّ الأَثَرَ إذا اتّبَعَهُ (٤)، وهو أن يكونَ كلامٌ في سورةٍ مَقْرونا بلامِ الذكْرِ، فيقتصُّ العالِمُ ذلكَ من كلامٍ آخَرَ، إمّا في تلكَ السورةِ، وإمّا في سورةٍ أخرى؛ كقولِ اللهِ ﷻ: ﴿وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [العنكبوت: ٢٧] والآخرةُ دارُ ثوابٍ وجَزاءٍ لا عَمَلَ فيها، فهذا مُقْتَصٌّ من قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى﴾ [طه: ٧٥]. ومثلُه قولُ اللهِ ﷿: ﴿وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٥٧)﴾ [الصافات: ٥٧]، والمُحْضَرُ مأخوذٌ من قولهِ تعالى: ﴿فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ

(١) انظر: "الاستعداد لرتبة الاجتهاد" للمؤلف (١/ ١٢٣)، و"الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي (١/ ٦٣٩)، و"التحرير والتنوير" لابن عاشور (١١/ ٣٨٥)، و"مذكرة في أصول الفقه" للشنقيطي (ص: ٧٥). (٢) انظر: "تفسير ابن كثير" (٤/ ٥١)، و"الدر المنثور" للسيوطي (٧/ ٢٢١). (٣) انظر هذا المبحث في: "البرهان في علوم القرآن" للزركشي (٣/ ٣٤٣)، و"الإتقان" للسيوطي (٢/ ٩١٣). (٤) انظر: "لسان العرب" (٧/ ٧٣)، (مادة: قصص).

1 / 105