157

تعبیرنامه نجمی په صوفی اشاری تفسیر کې

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

ژانرونه

وذكر مسجد القلب: التوحيد والمعرفة ومنع الذكر فيه التمسك بالشبهات والتعلق بالشهوات، كما أوحى الله تعالى لداود عليه السلام:

" حذر وأنذر قومك من أكل الشهوات فإن قلوب أهل الشهوات عني محجوبة ".

وذكر مسجد الروح: والشوق والمحبة ومنع الذكر فيه بالحظوظ والمساكنات.

وذكر مسجد السر: المراقبة والشهود ومنع الذكر فيه الركون إلى الكرامات والقربات.

وذكر مسجد الخفي: بذل الوجود وترك الوجود ومنع الذكر فيه بالالتفات إلى المشاهدات والمكاشفات { ومن أظلم ممن منع مساجد الله } [البقرة: 114]، هذه المساجد { أن يذكر فيها اسمه } [البقرة: 114]، اسم الله بهذه الأذكار ومن أقدم على هذا المنع فقد { وسعى في خرابهآ } [البقرة: 114]، أي: خرب هذه المساجد { أولئك ما كان لهم أن يدخلوهآ إلا خآئفين } [البقرة: 114]، هذه المساجد بقدم السلوك إلا بخطوات الخوف من سوء الحساب وألم العقاب { لهم في الدنيا خزي } [البقرة: 114]، من ذل الحجاب { ولهم في الآخرة عذاب عظيم } [البقرة: 114]، لحرمانهم عن جوار الله العلي العظيم.

ثم أخبر عن فتحه ملكه وسعة فضله بقوله تعالى: { ولله المشرق والمغرب } [البقرة: 115]، والإشارة فيها أن الله تعالى منزه عن الجهات، فالشرق والغرب بالنسبة إلى حضرته متساويان إذ ليس الاعتبار بتوجه الصورة إلى جهة من الجهات، وأن تعين جهة الكعبة لجمع همم القلب وبقوة التوهم فللوهم في جمعية القلب حالة التوجه أثر عظيم، وإنما الاعتبار لتوجه القلب بجمع الهمم إلى الله تعالى فلكل قلب وجهة هو موليها فإذا خص توجه القلب إلى الله بالإعراض عما سواه { فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع } [البقرة: 115]، فضله ورحمته كل شيء لقوله تعالى:

ألا إنه بكل شيء محيط

[فصلت: 54]، { عليم } [البقرة: 115]، أحاط بكل شيء علمه، وفيه إشارة أخرى إلى أن القلوب مشارق هبوب الأشواق ومغاربها والله في مشرق كل قلب ومغربه شارق وطارق، فطارق القلب من هواجس النفس يطرق لظلمات المنى عند غلبات الهوى وغروب نجم الهدى وشارق القلب من واردات الروح يشرق بأنوار الفتوح عند غلبات الشوق وطلوع قمر الشهود، فتكون القبلة واضحة والدلالات لائحة فإذا تجلت شمس صفات الجلال خفيت نجوم صفات الجمال، وإذا استولى سلطان الحقيقة على مماليك الخليقة طويت بأيدي سطوات الجود سرادقات الوجود، فما بقيت الأرض ولا السماء ولا الظلمات والضياء، وليس عند الله صباح ولا مساء وتلاشت العبدية في كعبة العندية ونودوا بفناء الفناء من عالم البقاء ورفعت القبلة وما بقي إلا الله: { فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم } [البقرة: 115]، يوسع القلب لمن يشاء من عباده ليسعه { عليم } يوسع القلب لسعته بلا كيف ولا حيف كما قال تعالى:

" لا يسعني قلب عبدي المؤمن ".

ثم أخبر عن قصر نظر أهل الشرك بقوله تعالى: { وقالوا اتخذ الله ولدا سبحنه } [البقرة: 116]، الآيتين والإشارة فيهما أن الله تعالى أظهر مما قالوا غاية ظلومية الإنسان وجهوليته كما قال تعالى:

ناپیژندل شوی مخ