تعبیرنامه نجمی په صوفی اشاری تفسیر کې

نجم الدین احمد بن عمر d. 618 AH
133

تعبیرنامه نجمی په صوفی اشاری تفسیر کې

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

ژانرونه

وحده ولوا على أدبرهم نفورا

[الإسراء: 46] فكما أن بني إسرائيل لم يصبروا على طعام واحد كان ينزل عليهم من السماء، وقال لموسى عليه السلام من خساسة طبعهم وركاكة عقلهم: { فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض } [البقرة: 61]، كذلك نفس الإنسان من خسة طينتها ودناءة همتها لم تصبر على طعام واحد يطعمها الرب الواحد واردات الغيب وإلهامات الرب، كما كان يصبر نفس النبي صلى الله عليه وسلم ويقول:

" لست كأحدكم فإني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني "

بل تقول لموسى القلب: { فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت } أرض البشرية { من بقلها } [البقرة: 61]، الشهوات الحيوانية { وقثآئها } [البقرة: 61]، اللذات الجسمانية.

{ قال أتستبدلون الذي هو أدنى } [البقرة: 61]، من البقول الدنيوية الفانية { بالذي هو خير } [البقرة: 61]، أي: الباقيات الأخروية التي خير عند ربك { اهبطوا مصرا } [البقرة: 61]، القالب السفلي من مقامات الروح العلوي { فإن لكم ما سألتم } [البقرة: 61]، من المطالب الدنيوية والمقاصد الردية.

{ وضربت عليهم الذلة والمسكنة } [البقرة: 61]، كالبهائم والأنعام بل هم أضل سبيلا؛ لأنهم { وبآءو بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله } [البقرة: 61]، من الواردات الغيبية والمكاشفات الروحية ويئسوا منها وطلبوا غيرها { ويقتلون النبيين بغير الحق } [البقرة: 61] أي: يتركون ما يفتح الله لهم من أنباء الغيب في مقام الأنبياء إضرارا بهم { ذلك } [البقرة: 61] يعني: حصول هذه المقامات، { بما عصوا } [البقرة: 61]، ربهم في نقض العهد وتبدل المجهود في طاعة المقصود { وكانوا يعتدون } [البقرة: 61]، من طلب الحق في مطالبة ما سواه.

ثم أخبر عن حال أهل السلامة من ثبت منهم على الاستقامة بقوله تعالى: { إن الذين آمنوا والذين هادوا } [البقرة: 62]، والإشارة فيها بقول تعالى: { إن الذين آمنوا } [البقرة: 62]، من مدعي الإسلام وغيرهم { والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا } [البقرة: 62] يعني: كان نور الله نور قلبه حتى آمن بذلك النور، كما قال تعالى:

" كنت له سمعا وبصرا ولسانا فبي يسمع وبي يبصر وبي ينطق "

، كذلك هاهنا من آمن بالله من جملة المذكورين فبي يؤمن لا بالتقليد والرسم والعادة والاقتداء بالآباء وأهل البلد { فلهم أجرهم } [البقرة: 62] أي: ثوابهم وجزاؤهم { عند ربهم } [البقرة: 62] أي: مقام العندية والوصول، { ولا خوف عليهم } [البقرة: 62]، من حجب الأنانية { ولا هم يحزنون } [البقرة: 62]، بالأنانية لأن بها ينقطع الطالب عن المطلوب ويحتجب المحب عن المحبوب، ولذلك قال تعالى:

ألا إن أوليآء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

ناپیژندل شوی مخ