تأویل ظاهریات
تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين
ژانرونه
تتكون المجموعة من عدد من الأجزاء كما يتكون الجزء من عدد من المجلدات؛ فهناك أولا المجموعة الرياضية من «فلسفة الحساب» و«مفهوم العدد» و«مساهمة في حساب المتغيرات»، وهناك ثانيا المجموعة المنطقية التي تتكون من «بحوث منطقية» (ثلاثة أجزاء)؛ «المنطق الصوري والمنطق الترنسندنتالي» «التجربة والحكم»، وهناك ثالثا المجموعة المنهجية تضم «الأفكار الموجهة» (ثلاثة أجزاء)؛ «تأملات ديكارتية» و«فكرة الظاهريات»، وهناك رابعا المجموعة النفسية مثل «محاضرات في الوعي الداخلي بالزمان»، «علم النفس الظاهرياتي»، وهناك خامسا المجموعة الفلسفية الحضارية وتضم «الفلسفة الأولى» (جزءان)، «أزمة العلوم الأوروبية » و«الظاهريات الترنسندنتالية».
وفائدة هذه القسمة إلى مجموعة رياضية ومنطقية ومنهجية ونفسية وفلسفية حضارية، أنها تسمح بتتبع المسار الفلسفي للظاهريات، والذي تابع كل هذه المراحل مجتمعة، فلم تدرك الظاهريات كعلم ثم التعبير عنها مرة واحدة، ولكنها خرجت من البحوث الرياضية والمنطقية والنفسية والمنهجية والفلسفية والتاريخية الحضارية، ثم اكتملت في علم مستقل في مجموعة «الأفكار»، ثم عادت بعد ذلك إلى ميادينها السابقة التي نشأت منها، وهي الرياضة والمنطق وعلم النفس والفلسفة والحضارة، لتصبح ظاهريات تطبيقية.
ويمكن لقسمة النص الظاهرياتي بالمجموعة أن توضح جوانب عديدة للظاهريات التي اكتملت في منهج، فقد ساهم التصور الرياضي، والمقولة المنطقية، والخبرة الحية النفسية، والوعي التاريخي، في اكتمال الظاهريات كعلم مستقل، وفي صيغة منهجية ظلت «الرياضيات الشاملة» نموذجا للظاهريات كعلم شامل.
21
والأنطولوجيا الصورية التي تعطي الموضوعية للظواهر الحية هي إعادة تفسير لمنطق القضايا الذي لا يتكون من قضايا الفكر أو اللغة بل من مناطق الوجود. (10) المطبوع
22
العمل المطبوع كله الذي لا ينقسم هو الوحدة الكلية للنص الظاهرياتي، وإطلاق اسم «الظاهريات الترنسندنتالية» يبين دلالته ويكشف عن ماهيته كعلم لظواهر الشعور، لقد كان مؤسس العلم الجديد متخوفا من النشر، وما نشر في حياته أقل بكثير مما تركه لينشر بعد وفاته، ليس السبب خارجيا، ما قد تتعرض له حياة الباحث لظروف سياسية خارجة عن إرادته، بل لأسباب داخلة محضة؛ إذ كان يتشكك في إمكانية قيام مثل هذا العلم؛ فلم ينشر في حياته إلا الجزء الأول من مجموعة «الأفكار» و«الفلسفة كعلم محكم» في الكتاب السنوي الذي أسسه للظاهريات، و«المنطق الصوري والمنطق الترنسندنتالي»، وبعض المقالات الأخرى لدوافع النشر، مثل: مقال دائرة المعارف عن «الظاهريات»، ونشرت الترجمة الفرنسية لمحاضرات باريس «تأملات ديكارتية» قبل النص الألماني. وكل ذلك له دلالته؛ فالظاهريات علم لا يكتمل، هو مسار الشعور في العالم وهو يحلل نفسه في علاقته بعالم الآخرين وبعالم الأشياء، وكما وضح بعد ذلك في الجزأين الثاني والثالث من مجموعة «الأفكار» هو عود للمعطى الحي الأصلي الذي ينتهي بمجرد التدوين، ويعود من جديد بعده ، النشر في عمل مكتمل إيقاف لتيار الشعور، وموت للمعطى الحي؛ لذلك يحتاج العمل بعد تدوينه إلى إحيائه من جديد عن طريق القراءة والتأويل، صحيح أن هناك سمة التكرار، وهذا طبيعي لأن الحدوس الفلسفية قليلة، بل ترجع كلها إلى حدس واحد، وباقي الأعمال هي مجرد محاولات للبرهان؛ فالتكرار سمة المذاهب الفلسفية في تطبيق الحدس الرئيسي، مثل: «التفكير» أو «النقد» أو «القصد». (11) المخطوط
23
ما زال العمل غير المطبوع سرا كبيرا، وكل مرة يظهر للعالم ويخرج من دائرة الخفاء إلى دائرة التجلي فإنه يلقي بأضواء جديدة على مجموعات أعمال الظاهريات، خاصة فيما يتعلق بتأويلاتها المقصودة، ولم تقل بعد كلمتها الأخيرة، فإذا استمر قدر لا بأس به من الأعمال غير المنشورة في إخضاع ظواهر الحياة الأخلاقية للمصادرات المنطقية، بل وأيضا المعادلات الرياضية، يحاول قدر آخر أن يعثر على حياة عالم التجربة والزمانية كصور أصلية. هذا بالإضافة إلى أن الجزء المتبقي من العمل غير المنشور، والذي تتم فيه معالجة الخبرة الذاتية المشتركة كجماعة إنسانية تجعل الظاهريات تقترب للغاية من التصوف والجماعة الروحية بل والطرقية.
ما زال النص الظاهرياتي المخطوط أكبر بكثير من المطبوع، فقد تجاوزت «الأعمال الكاملة» لهوسرل التي تنشر تباعا بعد وفاته العشرين مجلدا ولم تنته بعد،
ناپیژندل شوی مخ