تأویل ظاهریات
تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين
ژانرونه
كل تفكيك للظاهريات إلى المتناهي في الصغر وغير الدال هو منهج مضاد للظاهريات، الفقرة هي وحدة معنى، ووحدة قصد، ووحدة رؤية. ولا يمكن تجزئتها إلى عبارات، كما أن العبارة وحدة معنى، لا يمكن تجزيئها إلى كلمات، كما أن الكلمة تصور، لا يمكن تجزئتها إلى حروف. (4) مجموع الفقرات
11
تتكون مجموعة الفقرات من فقرات مرقمة مع عنوان يبين فكرتها الأساسية، وعادة ما يواجه العنوان ضد اتجاه موضوع تحت النقد. وأحيانا يكشف عن الخلط السائد فيه عن طريق التمييز بين لفظين متجاورين، وأحيانا يضع العنوان حقيقة خاصة بالظاهريات، العنوان هو نواة المعنى لكل مجموعة من الفقرات، وعن طريق الاتصال المباشر بالعنوان، وإدراك مباشر لمعناه، يظهر القصد الكلي لمجموع الفقرات، وقد يغني الفهم المباشر لعنوان مجموع الفقرات عن قراءته كله؛ ففهم الكل سابق على فهم الأجزاء، كما أن معرفة النفس سابقة على معرفة البدن؛ فالواقع أن الظاهريات تتكون من مجموعة من الأفكار الثابتة تظهر لأول وهلة في هذه العناوين، وربما يكون تدوينها والتعبير عنها قد تم على نحو غير ملائم، فبعد التعبير عن الفكرة الثابتة على رأس مجموعة الفقرات في عنوان يدل عليها جميعها قد لا ينجح عرض هذه الفكرة الثابتة؛ فالحدس عادة أوضح من البرهان وأكثر مباشرة منه، والرؤية أدل من العرض، وعادة ما يستخدم العرض خليطا من المصطلحات الرياضية والمنطقية والنفسية والفلسفية طبقا لما هو سائد في البيئة الفلسفية، أو التي تعبر أحيانا عن بعض التأملات الشخصية مستعملة أيضا لغة علوم العصر، وأحيانا أخرى عن بعض الخبرات الحية بأسلوب الحياة اليومية مما يفقد الظاهريات اصطلاحاتها وعالمها الخاص، ومن ثم بين العنوان المرقم وتحليله هناك هذه المسافة بين نجاح أحدها وفشل الآخر، نجاح حدس العنوان وفشل أسلوب العرض وطريقة البرهان.
وأحيانا يفشل عنوان مجموع الفقرات عندما تسوده بعض مفاهيم الفلسفة الرسمية؛ مما يمنع الصلة المباشرة معه لغياب بداهته، مثال ذلك «الحامل الأقصى» أو «هذا»، فهي ليست من الألفاظ العادية التي تسمح بإدراك معانيها المباشرة، ليست وظيفة المصطلح الاستغلاق بل التركيز على المعنى بأقل قدر ممكن من الألفاظ كما يدل الاسم على المسمى، والرأس على البدن.
12 (5) الفصل
13
وكل فصل في عمل يكشف جانبا من موضوع البحث، ليس الفصل مجرد قسمة إجرائية للعمل بل منطقة وجود، له وحدته كقصدية مستقلة، وفي نفس الوقت يتكامل مع باقي الفصول التي تشير إلى مناطق وجود أخرى، الفصل منظور الشيء، ورؤية لبعض جوانبه، ليس مجرد تجميع مادة من هنا أو هناك؛ فالأجزاء لا تكون كلا واحدا، بل هو جزء من بناء، له استقلاله في ذاته، وله تداخله مع باقي الفصل في مجموع البناء المعماري. الفصل كل في ذاته، وجزء بالنسبة إلى غيره، عدد الفصول إذن محكم سلفا بجوانب الموضوع وأسس البناء، وليس مجرد عدد إجرائي لتقسيم المادة العلمية عليها بالتساوي، وعلى التبادل، وعلى نحو كمي خالص. (6) القسم
14
ويشير القسم إلى أحد جوانب القصدية الكلية في الظاهريات كفلسفة ومنهج وقد يتكون من مجموعة من الفصول؛ فالقسم أكبر من الفصل، وهو ما يعادل الباب في التصنيف الحديث. هي خطوة من مجموع خطوات، وطابق من طوابق البناء. القسم هو الموضوع بعد أن بدأ يتشكل في أحد جوانبه، هو مقطع في الوجود أو مستوى فيه، وهو ما يدل عليه الاشتقاق في اللفظ الألماني.
15
ناپیژندل شوی مخ