تأویل ظاهریات

حسن حنفي d. 1443 AH
185

تأویل ظاهریات

تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين

ژانرونه

ومحل الالتقاء بين هاتين الحاجتين هو موضوع خصب للمقارنة.

10

في كل منطقة حضارية يظهر نفس المشروع، الظاهريات الضمنية. يقع أحيانا في الصورية، وأحيانا أخرى في المادية، وأحيانا ثالثة في النزعة النفسية، في كل منطقة حضارية توجد هذه الاتجاهات الثلاثة، واستمرت نظرية العلم منذ المثالية النقدية مرورا بالمثالية المطلقة حتى المثالية الترنسندنتالية.

11

والانتباه ضروري في الدراسات المقارنة بين مستويات الأشياء المقارنة، مثلا ليست مشكلة اللاشعور في نفس مستوى ولا في نفس الأهمية في الظاهريات والمثالية المطلقة وفي التحليل النفسي.

12

اللاشعور في الظاهريات هو الخبرة الحية الضمنية في المثالية المطلقة، وإمكانية دفينة في التصور وفي علم النفس الوقائع الاجتماعية المركبة. صحيح أن التفكير في أشكال اللاشعور لا غبار عليه مع الاستفادة بما تقدمه هذه العلوم الثلاثة وربما أكثر كمادة للتفكير، ولكن ما لا يجوز هو تسمية ذلك أشكال الظاهريات، وبوجه أخص الظاهريات الترنسندنتالية.

وفي مقارنة الظاهريات مع باقي العلوم الفلسفية، سواء داخل المنطقة الحضارية التي نشأت فيها الظاهريات أو المناطق الحضارية الأخرى، يركز الانتباه على اكتمال المثالية الألمانية، وبالرغم من أن الظاهريات تبدأ من فلسفة الكوجيتو، فإنها تصحح وتكمل المثالية النقدية والمثالية المطلقة، فقد اكتمل «الكوجيتو» في «الكوجيتاتوم»، عقل الشعور في مضمون الشعور، لم يعد الأنا علبة فارغة للمقولات. وتقدم الحقيقة قصدية، وليس عملية تاريخية عالمية، وبتعبير آخر كل مقارنة تأخذ بعين الاعتبار فكرة البداية والنهاية للوعي الأوروبي ومد التاريخ بينهما.

13

وفي الدراسات المقارنة يوجد تمييز ضروري بين المراحل المختلفة لتطور الحضارة، يمكن مقارنة الظاهريات مع الفلسفة اليونانية في موضوع «اللوجوس»، ومع الفلسفة المدرسية في موضوع القصد أو مع الفلسفة الحديثة في موضوع «الكوجيتو»، وفي كل مرحلة وضع الفلسفة ليس هو نفس الوضع، في الفلسفة اليونانية كان هناك استقلال للفلسفة بالنسبة للدين والعلم وكل تجليات «الروح» في الحضارة، وكانت «الفكرة» تقوم بدور الماهية؛

ناپیژندل شوی مخ