تعبیر د قرآن صعوبتونو
تأويل مشكل القرآن
پوهندوی
إبراهيم شمس الدين
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د خپرونکي ځای
بيروت - لبنان
حتّى إذا يئس الرّماة فأرسلوا ... غضفا دواجن قافلا أعصامها
أي: علموا ما ظهر لهم فيئسوا من غيره.
وقال آخر «١»:
أقول لهم بالشّعب إذ يأسرونني ...: ألم تيئسوا أنّي ابن فارس زهدم
أي: ألم تعلموا.
ومن المقلوب: أن يقدّم ما يوضّحه التأخير، ويؤخّر ما يوضحه التقديم.
كقول الله تعالى: فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ [إبراهيم: ٤٧]، أي مخلف رسله وعده، لأنّ الإخلاف قد يقع بالوعد كما يقع بالرّسل، فتقول: أخلفت الوعد، وأخلفت الرّسل، وكذلك قوله سبحانه: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ (٧٧) [الشعراء: ٧٧] أي:
فإنّي عدوّ لهم، لأنّ كل من عاديته عاداك.
وكذلك قوله: ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (٨) [النجم: ٨] أي: تدلى فدنا، لأنّه تدلّى للدّنوّ، ودنا بالتّدلّي.
ومنه قوله سبحانه: بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (١٤)
[القيامة: ١٤] أي: بل على الإنسان من نفسه بصيرة. يريد شهادة جوارحه عليه، لأنها منه، فأقامه مقامها.
قال الشاعر «٢»:
ترى الثّور فيها مدخل الظلّ رأسه ... وسائره باد إلى الشمس أجمع
أراد (مدخل رأسه الظلّ) فقلب، لأن الظلّ التبس برأسه فصار كل واحد منهما داخلا في صاحبه. والعرب تقول: (اعرض النّاقة على الحوض) تريد: اعرض الحوض على الناقة، لأنك إذا أوردتها الحوض: اعترضت بكل واحد صاحبه.
_________
(١) البيت من الطويل، وهو لسحيم بن وثيل اليربوعي في لسان العرب (يسر)، (يأس)، (زهدم)، والتنبيه والإيضاح ٢/ ٣١٠، وتهذيب اللغة ١٣/ ٦٠، ١٤٢، وتاج العروس (يسر)، (يئس)، (زهدم)، (لزم)، وديوان الأدب ٤/ ٢١٦، وأساس البلاغة (يئس)، والبرهان ١/ ١٠٠، ومجاز القرآن ١/ ٣٣٢، وتفسير الطبري ١٣/ ١٠٣، والبيت بلا نسبة في مقاييس اللغة ٦/ ١٥٤، وديوان الأدب ٣/ ٢٥٨، والمخصص ١٣/ ٢٠، والمعاني الكبير ٢/ ١١٤٨، والميسر والقداح ص ٣٣.
(٢) البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في أمالي المرتضى ١/ ٢١٦، وخزانة الأدب ٤/ ٣٣٥، والدرر ٦/ ٣٧، والكتاب ١/ ١٨١، وهمع الهوامع ٢/ ١٣٢.
1 / 122