215

وللصلاة تأثير عجيب في دفع شرور الدنيا والآخرة، ولا سيما إذا أعطيت حقها من التكميل ظاهرا وباطنا؛ فما استدفعت شرور الدنيا والآخرة بمثل الصلاة، ولا استجلبت مصالح الدنيا والآخرة بمثل الصلاة؛ لأنها صلة بين العبد وربه، وعلى قدر تلك الصلة تفتح له أبواب الخيرات، وتنقطع_أو تقل _ عنه الشرور والآفات

وما ابتلي رجلان بعاهة، أو مصيبة، أو مرض واحد إلا كان حظ المصلي منهما أقل ، وعاقبته أسلم.

والصلاة سبب لاستسهال الصعاب ، وتحمل المشاق؛ فحينما تتأزم الأمور وتضيق، وتبلغ القلوب الحناجر_يجد الصادقون قيمة الصلاة الخاشعة، وحسن تأثيرها، وبركة نتائجها.

وهي سبب لتكفير السيئات، ورفع الدرجات، وزيادة الحسنات.

وهي سبب لحسن الخلق، وطلاقة الوجه، وطيب النفس، وسموها، وترفعها.

وهي المدد الروحي الذي لا ينقطع، والزاد المعنوي الذي لا ينضب.

وهي أعظم غذاء وسقي لشجرة الإيمان؛ فالصلاة تثبت الإيمان، وتنميه.

والمحافظة عليها تقوي رغبة الإنسان في فعل الخيرات، وتسهل عليه فعل الطاعات، وتضعف أو تذهب دواعي الشر من نفسه.

وهذا أمر مشاهد محسوس؛ فإنك لا تجد محافظا على الصلاة_فرضها ونفلها_إلا وجد أثر ذلك في بقية أعماله.

ومن فوائدها الثبات عند الفتن؛ فالمحافظون عليها أثبت الناس عند الفتن.

ومن فوائدها أنها توقد نار الغيرة في قلب المؤمن على حرمات الله.

والصلاة علاج لأدواء النفس الكثيرة كالبخل، والشح، والحسد، والهلع، والجزع، والخور، وغيرها.

ومن فوائدها الطبية ما فيها من الرياضة المتنوعة، المقوية للأعضاء، النافعة للبدن.

ومن ذلك أنها نافعة في كثير من أوجاع البطن، لأنها رياضة للنفس والبدن معا؛ فهي تشتمل على حركات وأوضاع مختلفة تتحرك معها أغلب المفاصل، وينغمز معها أكثر الأعداء الباطنة كالمعدة، وسائر آلات النفس والغذاء.

أضف إلى ذلك الطهارة المتكررة، وما فيها من نفع، كل ذلك مشاهد محسوس لا يماري فيه إلا جاهل أو مكابر.

مخ ۲۱۵