توبه د عمر دنده
التوبة وظيفة العمر
ژانرونه
وقال ابن القيم متحدثا عن شيخه ابن تيمية_رحمهما الله_: =وكان يقول في محبسه في القلعة: لو بذلت ملء هذه القلعة ذهبا ما عدل عندي شكر هذه النعمة، أو قال: ما جزيتهم على ما تسببوا إلي فيه من الخير ونحو هذا.وكان يقول في سجوده وهو محبوس: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك، ما شاء الله.
وقال لي مرة: المحبوس من حبس قلبه عن ربه_تعالى_والمأسور من أسره هواه.
ولما دخل القلعة، وصار داخل سورها نظر إليه، وقال: [فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب] الحديد: 31.
ويواصل ابن القيم حديثه عن ابن تيمية فيقول: =وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قط، مع ما كان فيه من ضيق العيش، وخلاف الرفاهية والنعيم، بل ضدها، ومع ما كان فيه من الحبس، والتهديد، والإرهاق، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشا، وأشرحهم صدرا، وأقواهم قلبا، وأسرهم نفسا، تلوح نضرة النعيم على وجهه.
وكنا إذا اشتد بنا الخوف، وساءت منا الظنون، وضاقت بنا الأرض_أتيناه، فما هو إلا أن نراه، ونسمع كلامه، فيذهب ذلك كله، وينقلب انشراحا، وقوة، ويقينا، وطمأنينة؛ فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فآتاهم من روحها، ونسيمها، وطيبها_ما استفرغ قواهم لطلبها، والمسابقة إليها+(491).
المبحث الثاني
التوبة طريق السعادة، وعنوان الفلاح، وعلامة التوفيق.
وأحوال التائبين تبين لك ذلك، وتبرهن عليه، وإليك فيما يلي نماذج من أحوال بعض التائبين(492):
1_ الزعيم الشيوعي تروتسكي:
وهو من أبرز الشخصيات في الحزب الشيوعي، ومن كبار منظري الشيوعية، ويعد الرجل الثاني بعد لينين، وقد تولى الشؤون الخارجية بعد الثورة، وأسندت إليه شؤون الحرب، وكان يهوديا، واسمه الحقيقي بروستالين، ولد سنة 1879م، واغتيل سنة 1940م.
مخ ۱۸۴