توبه د عمر دنده
التوبة وظيفة العمر
ژانرونه
ولكن فرق بين نزولها على البر المؤمن، وبين نزولها على الفاجر أو الكافر؛ فالمؤمن البر يستقبلها برضا وسرور؛ فترتفع بها درجاته في الدنيا والآخرة.
وكلما زيد في بلاء المؤمن فصبر واحتسب ورضي_أعانه الله، ولطف به، وأنزل عليه من السكينة والرضا، واليقين، والقوة ما لا يخطر ببال.
أما الفاجر والكافر، فيستقبلها بهلع، وجزع، فتزداد مصائبه، وتكون من عاجل العقوبة له.
فأين أحوال أولئك العصاة من أحوال من اعتصموا بالله، وهدوا إلى صراطه المستقيم؟
فهذا عمر بن عبدالعزيز×يقول: =أصبحت ومالي سرور إلا في مواضع القضاء والقدر+(481).
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية×يقول لما أودع غياهب السجن: =ما يصنع بي أعدائي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أين رحت فهي معي لا تفارقني؛ أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة+(482).
ويقول: =إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة+(483).
ويقول×: =الإنسان في الدنيا يجد في قلبه بذكر الله، وذكر محامده، وآلائه وعبادته_من اللذة_ما لا يجده بشيء آخر+(484).
وكما قال أحد العباد عن حاله: =إنه ليمر بالقلب أوقات أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب+(485).
وقال آخر: =إنه ليمر بالقلب أوقات يهتز فيها طربا بأنسه بالله، وحبه له+(486).
وقال آخر: =مساكين أهل الغفلة؛ خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها+(487).
وقال آخر: =لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف+(488).
وقال إبراهيم بن أدهم×: =نحن والله الملوك الأغنياء، نحن الذين قد تعجلنا الراحة في الدنيا، لا نبالي على أي حال أصبحنا وأمسينا إذا أطعنا الله_عز وجل_+(489).
وقال مالك بن دينار×: =ما تنعم المتنعمون بمثل ذكر الله+(490).
مخ ۱۸۳