89

وفي شهر ربيع الآخر سنة خمس وتسعمائة نهض الوشلي إلى جهات(1) اليمن، فوصل إلى بلاد سنحان يريد غزو ذمار، وهي (إلى عامر)(2) بن عبدالوهاب وكان بعض جند عامر في حصن هداد؛ فلم يشعر الإمام إلا بهجومهم عليه خدعة، فانهزم -عليه السلام- وانتهبت محطته وأسر من جيشه قدر سبعين، وقتل نحو العشرين، ثم رجع الإمام -عليه السلام- إلى ثلاء، وعامر بن عبدالوهاب بعد هذه قصد صنعاء، (فلما حط عليها قصد الإمام الوشلي غائرا إليها)(3)، وقد اجتمع معه جند واسع، ووقع من أكثر الزيدية حمية على صنعاء وأهلها، فلما كان يوم الإثنين سادس شهر محرم سنة ثمان وتسع مائة اتفقت وقعة في قاع صنعاء، كان الظفر فيها للإمام الوشلي، وارتفعت كلمة المذهب الزيدي، ولاحت أعلام النصر، واختار عامر وعسكره في جبل نقم، فلم يزل يراسل الإمام -عليه السلام-، ويطلب الأمان يتركه يرجع بلاده على صلح دار بينهما(4)، في خلاله هرب عامر هو وعسكره، وحملوا ما خف وأحرقوا ما ثقل، فلحقهم بعض عسكر الإمام -عليه السلام-، وقتلوا جماعة منهم، فلما وصل عامر ذمار بعد انكساره أمر بهدمها ما خلا مساجدها، وأتعب (الزيدية الذين بها)(5) وحولها، خشية أن يأخذها الإمام [الوشلي](6) عليه السلام، ومن ذلك اليوم انتقلت العمارة إلى الجراجيش، ووقف الإمام -عليه السلام- في صنعاء مدة طويلة، وخطب له بصعدة تلك المدة، ثم تقدم إليها، فدخلها يوم الجمعة سابع وعشرين [من شعبان](7) سنة تسع وتسع مائة.

مخ ۸۷