79

وما زالت الأحوال (تتقلب بالإمام المطهر عليه السلام بعد خروجه)(1) من الربعة مرة يتقوى، ومرة(2) يتضعف وحينا وجيش على صنعاء، وحينا وفتر، ودخل صعدة غير مرة مع الشريفة فاطمة بنت الحسن، ومرة مع الأشراف بني حمزة لما ملكوها.

وفي خلال ذلك تزوج الشريفة بدرة بنت محمد (بن علي)(3) بن صلاح، وقد كان تزوجها الناصر، وجاءت له ببنت لكنه غاب [الناصر](4) عنها بصنعاء ونواحيها ، وكانت صعدة ونواحيها بيد الشريفة فاطمة وبنتها معها، فوقع النظر من بعض أعيان من حضر من الشيعة بصعدة في فسخ نكاح الناصر من زوجته بدرة، والله أعلم بأي سبب وقع الفسخ، فقيل: لعدم عدالة شهود النكاح، وقيل: لرضاع كان بينهما، فوقع الفسخ، وانقضت العدة، وتزوجها الإمام المطهر، وجاءت له بولده عبدالله.

وملك الإمام المطهر كحلان الشرف وغيره من حصون المغارب، ثم ملك مدينة ذمار من جهة بني طاهر، وقد كانوا أخذوها على الناصر بعد أن أسر الناصر أهل عرقب، وسلموه إلى الإمام المطهر فحبسه في كوكبان، ومات الناصر في الحبس، وبقيت ذمار في يد الإمام المطهر.

ومات فيها، ومشهده بها مشهور، وكانت وفاته -عليه السلام- في صفر سنة تسع وسبعين وثمان مائه.

ثم خلفه ولده عبدالله فيها(5) وكان من الكملة لكنها اتفقت أسباب غيرت بينه ويبن أهل ذمار، فأخرجه بنو طاهر منها (بعد)(6) محاط كثيرة، فخرج إلى صنعاء [كان](7) وفيها محمد بن الناصر فأكرمه، ولم يحقد عليه فعل أبيه المطهر مع أبيه الناصر، وعد ذلك من مناقبه، فكانت مدة (الإمام)(8) المطهر وولده على ذمار سبع عشر سنة.

* * *

مخ ۷۸