115

وله عليه السلام مسائل ورسائل تشتمل على علم واسع، ويشهد له عليه السلام بأنه لأطراف الكمال جامع، وكان عليه السلام في التجلد والصبر، ونظم أمور المسلمين، وقضاء حوائجهم، والاطلاع على أحوالهم، وبذل نفسه ليلا ونهارا ما يعجز عنه غيره. حتى أنه لم يكن له عليه السلام وقت للنوم ولا للطعام(1)، وذلك مشهور ولله القائل:

وليس على الله بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد

[كراماته]

كراماته عليه السلام كثيرة متتابعة، وظاهرة شائعة، وإنما نذكر اليسير ميلا إلى الاختصار، وفي القليل ما يغني عن الإكثار.

كان عليه السلام من المحدثين مجاب الدعوة، منها: أنه كان لرجل من المخادعين بيتا فأراد المجاهدون إخرابه، فبذل مالا [في سلامته](2) لبعض الجند فأحرقوا حواليه وتركوه، فجاءت صاعقة أخربته جميعه.

ومنها: أن بعض المحاربين سبه عليه السلام سبا كثيرا، فرمي فأخذت الرصاصة لسانه.

ومنها: أنه وجد في لوح أضحية بخط بين: الإمام محمد بن أمير المؤمنين، وغير ذلك من الكرامات الظاهرة في أثناء الجهاد.

وكان عليه السلام معروفا بالزهادة، مجبولا عليها، مع ما وسع الله تعالى عليه، وعموم صلاته وإحسانه، فكان يلبس قميصا واحدا، ضيق الكمين، وليس له إلا عمامة، وكذا مأكله، وله في هذا الشأن ما يطول شرحه.

وكان عليه السلام كثير الورع: روي أنه كان يخرج ثلث النذور إلى بيت المال ، وتارة النصف، وقد يخرج الجميع(3) إلى مصارف بيت المال، وكان له عليه السلام من سعة الصدر، وكرم(4) الأخلاق، والحلم، ما لم يكن لغيره.

مخ ۱۱۳