امامت ثابتول
تثبيت الامامة
[صفات الإمام]
فاسمع لقول الله سبحانه في تفصيل الحكمة، وما خص به من جعلها فيه من التقدمة، إذ يقول في داود صلى الله عليه: {وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب } [ص: 20]. وقال فيه، صلى الله عليه :{وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء } [البقرة: 251]. فمتى ما وجد الملتمسون، وأصاب عند الطلب الطالبون من هاتان الخلتان فيه كاملتان، وهذان الدليلان عليه مبينان حقت إمامته وصحت، وبانت الحجة لأوليائه فيه ووضحت، ولم يكن لطالب إمامة تعديه، ولم توجد الكفاية أبدا إلا فيه، والعلة التي بها ولها، ومن أجلها، كانت القرابة والحكمة على الإمام دليلا، وإلى وجوده عند الحاجة والطلب سبيلا.
إن مطلبه في القرابة أسهل على الطالبين، وأيسر في تكليف فرضه على المكلفين، وأقطع لعذر المعتلين، وأبلغ في الحجة على المتجاهلين، وأقرب إلى متناول البغية، إذ لا يمكن تقريبها بالتسمية، والدولة دولة الجبارين، مخوف فيها قتل الأبرين .
مخ ۸۰