بعقاب، وفي الانتهاء إلى معهود أمره موجبا لثواب، وذلك لئلا يكون أن ينقادوا له حتى يؤدبهم ويقبلوا قوله إلا باقتراف درجة العاصي والمطيع، وتباين مكان المحسن عنده والمسئ.
وذلك فيما لا يدخله تعرف، ولا يفرق بينه مفرق، إلا من حيث قلنا، وعلى ما مثلنا، ولا يكون مخوفا العاصي بعقابه، ولا داعيا المطيعين إلى ثوابه، إلا بدلائل إعلام ببينة، بفرق بين المدعي منزلته وبينه، ولا يجوز أن تكون علامة مما يقدر على مثلها، فلا يؤمن على فعلها، وممكن نيلها لمدعي منزلته ظلما وعدوانا وفسقا وطغيانا، ولا تكون للدلالة عليها، وشاهد عليهم للإبانة فيها إلا من الله لا يحدث غير الله خلقها، ولا يحسن من هي عليه بدلالة بخلقها وكانت من الله كغيرها من دلائله في ضوء منبرها، وإسفار نور مبينها، وإقامتها من الأئمة بعينها وانقطاع عدد المعتلين على الله في رفضها بعقد، وكان فيهم لما نص من علم دلائل قربتها.
(إرسال الرسل والنبيين) وكذلك فعل الله بالرسل - صلوات الله عليها - وأوصاهم وأثابهم عن غيرهم بنور دلائله وضيائها ثم فرق كل ملبوه من الرسل والأوصياء ومن حدث بعدهم من خلفاء الأنبياء في علم الدلائل والحجج، بقدر ما لهم عند الله من الدرج.
(آيات وعجائب الرسل) فجعل دلائل المرسلين وشاهد أعلام النبيين أكبر بيانا وأقوى سلطانا وأفلح في الحجة للمستنكرين، وأقطع لأخاليل غدر المعتدين فكان من ذلك عجائب موسى - صلى الله عليه - في فلق الله له ولمن كان معه كان معه البحر ليبصرهم إلى ما كان من قبل ذلك من عجيب آياته وما أرى المضرين من فعلاته في الضفادع والقمل والدم وما يعظم قدر مبلغه قدر مبلغه عن كل معظم.
وعجائب عيسى - صلى الله عليه - التي كانت تصل في أصغرها للأحلام من إحيائه الموتى وإبرائه للكمة والبرصاء، وإيتائه لهم بما يأكلون وما يدخرون
مخ ۵۰