197

تثبیت دلائل النبوه

تثبيت دلائل النبو

خپرندوی

دار المصطفى-شبرا

د ایډیشن شمېره

-

د خپرونکي ځای

القاهرة

دينه، وليس إلا الإجابة الى الدين او القتل، وهذا اعظم وأشد وأغلظ من دين الاسلام وشريعته. ونراكم تدعون للمسيح الرأفة والرحمة، وتنزيهه عن فعل الألم والشدائد والمضار والهموم، وهو عندكم قد شرع التوراة واحكامها وحدودها، وغرق اهل الارض في طوفان نوح، وعندكم ان هذا الموت والجذام والبرص والعمى والصمم وإنزال الجرب والاسقام وانواع الألم بالبهائم التي ما عصت من فعله، ثم اباح ذبحها واكل لحومها وإيلامها بالكد والركوب والحمل عليها الى غير ذلك مما قد فعلوه، فأين الرأفة والرحمة، وأين هذا ما أباحه نبينا محمد ﷺ من قتل من كفر بالله وافسد في الارض، هذا ولو «١» كنتم ترون المسيح نبيا مرسلا لما وجب ان تعيبوا حمله السيف لأنه قد جاء وصوب حمل الانبياء قبله للسيف، واباحة الحيوان، وان الامراض والاسقام من الله ومن قبل الله، فكيف وانتم [تدعون ان الفاعل لذلك جميعه هو المسيح] «٢» فما سمع بقوم هم اجهل وأوقح وأبهت من النصارى، إذ هذا قولهم وهم يعيبون حمل محمد ﷺ السيف على من كفر بالله وعبد الاوثان والكواكب والنيران من دون الله وكذب بهم/ وبهتهم اكثر من هذا. فإن قالوا: إن هؤلاء الانبياء حملوا السيف بأمر الله، قيل لهم: فقد بطل ان يكون حمل السيف باطلا من كل وجه على ما ذهبتم إليه، ووجب ان يراعي حامله، فإن كان قد حمله بحجة كان محقا. فينبغي ان ينظروا في اعلام محمد ﷺ ومعجزاته وآياته،

(١) في الاصل: لو، وقد أضفنا الواو لما يتطلبه سياق الكلام. (٢) وردت هذه العبارة في الاصل على النحو التالي: «تدعون انه هو الفاعل لذلك جميعه المسيح له» .

1 / 189