تسلیه مجالس
تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1
ژانرونه
عجلت عقوبته، وإذا افتقر أو أصابته خصاصة قال: مرحبا بشعار الصالحين (1). (2)
فكذلك الأنبياء والأولياء يسرهم ما ينزل بهم من البلاء، ويفرحون بما امتحنوا به من الابتلاء، راحة أرواحهم فيما فيه رضى خالقهم، ولذة أنفسهم فيما يمتحنهم الله به في أموالهم وأجسادهم، وما يختاره من فيض ثمرات قلوبهم وأحفادهم، فلا يغرنكم الشيطان بغروره، ولا يفتننكم مروره فيلقي في روعكم، ويوسوس في صدوركم.
إن ما أصاب من كان قبلكم من الأنبياء والمرسلين، والأولياء والصالحين، في الدار الفانية والحياة البالية، من جاهد البلاء وشدة اللأواء، والامتحان بجهاد الأعداء، هوانا بهم على خالقهم، وهظما لهم لدى بارئهم، بل أنزل بهم البأساء والضراء، ووجه إليهم محن دار الفناء، من سقم الأجساد، وتحمل الأذى من أهل الجحود والعناد، فتحملوا المشاق في ذاته من أداء الفرائض والنوافل، وصبروا على جهاد أعدائه من أهل الزيغ والباطل، يسوقون العباد بسوط وعظهم إلى غفران ربهم، ويجذبون النفوس بصوت لفظهم إلى منازل قربهم، لا توحشهم مخالفة من خالفهم، ولا يرهبهم عناد من عاندهم، بل يصدعون بالحق، ويقرعون بالصدق، ويوضحون الحجة، ويهدون إلى المحجة، لا يزيدهم قلة الأنصار إلا تصميما في عزائمهم، ولا يكسبهم تظافر الأشرار إلا شدة لشكائمهم، ليس في قلوبهم جليل إلا جلاله، ولا في أعينهم جميل إلا
مخ ۱۲۵