تسلیه مجالس
تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1
ژانرونه
جماله، لما شربوا من شراب جنته في حضيرة قدسه، أتحفهم بمقام قربه وانسه، يختارون قطع أوصالهم على قطع اتصالهم، وذهاب أنفسهم على بعد مؤنسهم.
[في صبر أيوب (عليه السلام)]
أما ترى كيف أثنى الله على نبيه أيوب بقول: (إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب) (1)؟ انظر كيف شرفه الله بإضافته إلى نفسه، وأثنى عليه بالصبر الجميل في محكم التنزيل، وكان (عليه السلام) في زمن يعقوب بن إسحاق (عليه السلام)، وتزوج ليا (2) بنت يعقوب؛ وقيل: رحمة بنت يوسف (3)، وولد له سبعة بنين وثلاث بنات.
وكان له من المال والمواشي ما لا يحصى كثرة. قيل: كان له أربعمائة عبد ما بين زراع وحمال وراع وغير ذلك، وكان في أخفض عيش وأنعم بال مدة أربعين سنة، ولما زاد الله ابتلاءه وامتحانه لا ليعلم صبره وشدة عزيمته، بل زيادة في درجته، ورفعة لمنزلته، أتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا أيوب، أربعون سنة لك في خفض العيش والنعمة، فاستعد للبلاء، وارض بالقضاء، فإنك ستتبدل بالنعمة محنة، وبالغنى فقرا، وبالصحة سقما.
فأجابه أيوب: ليس علي بأس من ذلك إذا رضى الله به.
عذب بما شئت غير البعد عنك تجد
أوفى محب بما يرضيك مبتهجا
فمضى على ذلك مدة فصلى صلاة الصبح، وأسند ظهره إلى المحراب وإذا بالضجة قد علت، وإذا بقائل يقول: يا أيوب، إن مواشيك كانت في الواد الفلاني فأتاها السيل واحتملها جميعا، وألقاها في البحر، فبينما هو كذلك إذ أتته رعاة
مخ ۱۲۶