90

تسلیه مجالس

تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1

ژانرونه

عند السراء والضراء، وان مصائبا تتابعت علي منذ عشرين سنة؛ أولها انه كان لي ابن سميته يوسف، وكان سروري من بين ولدي وقرة عيني وثمرة فؤادي، وان إخوته من غير امه سألوني أن أرسله معهم يرتع ويلعب، فبعثته معهم بكرة فجاءوني عشاء يبكون، وجاءوا على قميصه بدم كذب، وزعموا أن الذئب أكله، فاشتد لفقده حزني، وكثر على فراقه بكائي حتى ابيضت عيناي من الحزن، وكان له أخ وكنت به معجبا وكان لي أنيسا، وكنت إذا ذكرت يوسف ضممته إلى صدري فسكن بعض ما بي وما أجد في صدري، وان إخوته ذكروا [لي] (1) أنك سألتهم عنه وأمرتهم أن يأتوك به، فإن لم يأتوك به منعتهم الميرة، فبعثته معهم ليمتاروا [لنا] (2) قمحا فرجعوا إلي وليس هو معهم، وذكروا انه سرق مكيال الملك، ونحن أهل بيت لا نسرق، وقد حبسته عني وفجعتني به، [وقد اشتد لفراقه حزني حتى تقوس لذلك ظهري وعظمت به] (3) مصيبتي مع مصائب تتابعت علي، فمن علي بتخلية سبيله وإطلاقه من حبسك، وطيب لنا القمح، وعجل سراح آل إبراهيم.

قال: فمضوا بكتابه حتى دخلوا على يوسف في دار الملك وقالوا:

(يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر) (4) فتصدق علينا بأخينا ابن يامين، وهذا كتاب أبينا يعقوب أتينا به إليك يسألك تخلية سبيله، فمن به علينا، وأخذ يوسف كتاب يعقوب، وقبله ووضعه على عينيه، وبكى وانتحب حتى بل دمعه القميص الذي عليه، ثم أقبل عليهم و (قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه) من إذلاله وإبعاده عن أبيه، وإلقائه في الجب، والاجتماع على قتله وبيعه بثمن وكس، وما فعلتم بأخيه من إفراده عن يوسف والتفريق بينهما حتى صار وحيدا

مخ ۱۱۶