لم يجعل الله له نورا فما له من نور، وهل في قول الله سبحانه: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب ٣٣] . وفي دعائه ﷺ لهم معارضة لقوله: "لا أغني عنكم من الله شيئا" ولقول الله سبحانه: ﴿يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾؟ [الانفطار ١٩] . وإنما مقصود هذا بتكثير الإيرادات التي لا شبهة له فيها الترويج على الجهال وكثرة التسويد في القرطاس، مثل كلامه في الشفاعة وذكر بعض ما ورد فيها مع علمه أننا لا ننكر ما ورد في الشفاعة من الأحاديث عنه ﷺ.
وانظر قوله: فهل هذا إلا إغناء وفائدة١ لهم.
فنقول: كل خير دنيوي وأخروي حصل لأمته عامة ولأهل بيته خاصة من ربهم فعلى يديه صلوات الله وسلامه عليه، وهل في هذا معارضة لقوله: "لا أغني عنكم من الله شيئا" ولقول الله سبحانه: ﴿قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا﴾ [الجن ٢١] . ﴿يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾ [الانفطار ١٩] .
قال المعترض: بقي أن يقال: قوله يا أكرم الخلق، فإن هذا عندهم دعاء وهو النداء، ولا وجه للتكفير به، لأن النداء إذا كان ضارا وهو دعاء - كما يزعمون - لزم ألا ينادي أحد لا حي ولا ميت، لأن كون الشيء الواحد بالنسبة للحي يكون طاعة وللميت والغائب يكون عبادة، لم يعهد هذا شرعا ولا عرفا، وإنما الدعاء الذي هو عبادة فهو اتخاذ غير الله ربا وإلها، وهذا لا يقصده أجهل المسلمين فضلا عن أكابر العلماء. والدليل على أن النداء والطلب من الأموات والغائبين ليس بعبادة بل هو مأمور به شرعا آيات وأحاديث وآثار وأقوال العلماء الكبار من الأئمة الأربعة الأخيار.. هذا لفظه.
قوله: فإن هذا عندهم دعاء وهو النداء - يقول - هم يسمونه دعاء
_________
١ في "ب" "فهل في هذا إغناء وفايدة".
1 / 76