فالنبي ﷺ يسأل الله أن يقيه عذابه وعذاب النار ويسأله أن ينقذه من النار وهذا يطلب الإنقاذ من النبي ﷺ. ما أعظمه من ضلال.
وفي بعض أدعيته ﷺ:" أسألك الفوز بالجنة والنجاة من النار" ١.
وقال للذي قال لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ "إني أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار حولها ندندن" ٢. ومن دعائه ﷺ:" لا ملجأ ولا منجا منك إلا
إليك" ٣. "أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك" ٤.
فالتجأ إلى الله منه واستعاذ به منه. وصاحب البردة والمشطر التجيا إلى الرسول ﷺ من عذاب الله، وعاذا به منه وقد قال النبي ﷺ للذي
قال: اللهم إني أتوب إليك لا إلى محمد "عرف الحق لأهله" ٥.
وزعم هذا المتخبط أن الشفاعة نوعان: أحدهما الأخذ باليد والإنقاذ.
والثاني معنى قولي أو ٦ شافعا لي ٧ باستغفاره. فالأولى شفاعة فعلية بأن
_________
١ أخرجه الحاكم في "المستدرك" "١ / ٥٣٤" من حديث ابن مسعود. وصححه. قال الذهبي: فيه حميد الأعرج وهو متروك.
٢ أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة باب في تخفيف الصلاة، حديث رقم ٧٩٢، وابن ماجه كتاب الدعاء، باب الجوامع من الدعاء حديث رقم ٣٨٤٧.
٣ أخرجه البخاري، كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا نام، حديث رقم ٦٣١٣، ومسلم كتاب الذكر، باب ما يقول عند النوم واخذ المضجع، حديث رقم ٦٨٢٢ عن البراء بن عازب.
٤ أخرجه مسلم كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، حديث رقم ١٠٩٠. عن عائشة ﵂.
٥ أخرجه الإمام أحمد في المسند "٣ / ٥٦٢ – ٥٦٣" والطبراني في الكبير "٨٣٩"، والحاكم في المستدرك "٤ / ٢٥٥" وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي بقوله: قلت ابن مصعب ضعيف. قلت وفيه علة أخرى وهي الانقطاع بين الحسن والأسود بن سريع فإن الحسن لم ير الأسود، انظر: نصب الراية "١ / ٩٠".
٦ في "ط" "أي".
٧ سقطت "لي" من "أ".
1 / 64