د اخلاقو ميتافيزيک تاسيس
تأسيس ميتافيزيقا الأخلاق
ژانرونه
3 (الذي يتلاقى في تصوره تصور شيء بوصفه علة مع تصور شيء آخر ترتبط به العلة ويعد معلولا). أما ما هو الحد الثالث الذي تحيلنا الحرية إليه والذي تكون لدينا عنه فكرة قبلية فأمر لا يمكننا أن نبينه على الفور في هذا المقام،
4
كما لا يمكننا أن نوضح كيف يتم استنباط تصور الحرية من العقل العملي الخالص، ولا كيف يصبح الأمر الأخلاقي المطلق ممكنا عن هذا الطريق،
5
فما يزال هذا كله في حاجة إلى شيء من الإعداد.
ينبغي أن نفترض الحرية خاصية تتميز بها إرادة جميع الكائنات العاقلة
لا يكفي، لسبب من الأسباب، أن ننسب الحرية إلى إرادتنا، إذا لم يكن لدينا سبب كاف يجعلنا ننسبها كذلك إلى جميع الكائنات العاقلة؛ إذ إنه لما كانت الأخلاقية لا تصلح قانونا لنا إلا من حيث إننا «كائنات عاقلة»، فينبغي لها كذلك أن تكون صالحة لجميع الكائنات العاقلة. ولما كان من الواجب أن تستمد من خاصية الحرية وحدها، فإن من الواجب كذلك أن نثبت أن الحرية خاصية تتصف بها إرادة جميع الكائنات العاقلة، وليس يكفي أن نبرهن عليها باللجوء إلى بعض التجارب المزعومة للطبيعة الإنسانية (فهذا أمر يتعذر في الواقع تعذرا تاما ولا سبيل إلى البرهنة عليه إلا بطريقة قبلية)، بل ينبغي أن نثبت أنها تتصل بوجه عام بفاعلية الكائنات العاقلة التي وهبت الإرادة؛ أقول إذن: إن كل كائن لا يمكنه أن يفعل فعلا «إلا تحت تأثير فكرة الحرية»؛ فهو من وجهة النظر العملية كائن حر حقا؛ أي إن جميع القوانين المرتبطة بالحرية ارتباطا لا ينفصم تصلح للانطباق عليه تماما كما لو أن إرادته في ذاتها ولأسباب تقرها الفلسفة النظرية قد اعترف بحريتها اعترافا صحيحا.
6 ⋆
والآن أذهب إلى أنه ينبغي علينا بالضرورة أن نضيف فكرة الحرية إلى كل كائن عاقل ذي إرادة، وهي الفكرة التي لا يستطيع أن يقدم على فعل من الأفعال إلا إذا كان واقعا تحت تأثيرها؛ ذلك لأننا نتصور في مثل هذا الكائن عقلا عمليا؛ أي عقلا يملك العلية بالقياس إلى موضوعاته. ولكن من المستحيل أن نتصور عقلا يتلقى وهو في تمام وعيه توجيهات أحكامه من الخارج؛ لأن الذات لن ترجع في هذه الحالة تحديد ملكة الحكم فيها إلى عقلها، بل إلى دافع من الدوافع. يجب أن يعد العقل نفسه مصدر مبادئه، مستقلا في ذلك عن التأثيرات الغريبة عنه، كما يجب عليه تبعا لذلك، بوصفه عقلا عمليا أو إرادة كائن عاقل، أن يعد نفسه حرا. إن إرادة الكائن العاقل لا يمكن أن تكون إرادة ذاتية إلا بالقياس إلى فكرة الحرية، وهكذا ينبغي لمثل هذه الإرادة، من وجهة النظر العملية، أن تضاف إلى جميع الكائنات العاقلة.
المنفعة المرتبطة بأفكار الأخلاقية
ناپیژندل شوی مخ